المقالات

إلى المفسوخة عقولهم..!

1437 2020-08-15

..حسين فرحان||   من المنطقي جدا، أن تجد صعوبة بالغة في إفهام شخص ما فحوى قضية معينة وهو لايمتلك أدوات الفهم، او أن تشرح له معنى مصطلحات مهمة كالمباديء والقيم والمصالح العليا، أو أن تبيّن له مجريات حياته العامة او طبيعة انتمائه، أو أن توضح له خطورة أن يكون إمّعة.. أو أن تخبره مثلا بأن هذا الحسين وذاك يزيد .. وأن هذا يمثل الإصلاح وذاك يمثل الخراب، وأن هذا ينفعك وهذا يضرك، وستدرك أيها الناصح بأن الضجيج الذي تصنعه طبول الحرب وأبواقها قد جعل هذا الفاقد لأدوات الفهم من فصيلة الطُرشان وغبار التضليل الإعلامي  قد حجب عنه الرؤية ليكون في عداد العميان، ولن ينصت لك مع وجود مثل هذه العوامل أو غيرها كمكافآت الأمير الجاهزة أو سياطه ، بل أن مجرد الوقوف مع  سبعين ألفا من الهمج الرعاع كفيل بأن يمنحه صفة البهائم بل أضل سبيلا. جاهل.. مغيب.. دنيوي.. مادي.. مريض.. شخصيته مهزوزة ناقصة.. أحمق.. مستهتر.. انتهازي.. جبان.. لص.. وغيرها مما حوته القواميس من رذائل الصفات.. برأيكم في أي من المعسكرين سيكون؟ مع الحسين أم مع ابن مرجانة؟  العفن الأموي يستقطب هؤلاء كالجيفة تستقطب الذباب.. وعلى زهرة الحسين حامت بضع فراشات. وما يزال هذا المشهد ساري المفعول.. فلم يعد من ّالصعب معرفة كنه أولئك الذين ينقضّون عليك بآلاف التعليقات الماجنة في مواقع التواصل، لأنك قلت كلمة تنتمي للحسين، فهم قد ملأوا المكان وصنعتهم الآلة الإعلامية الحاقدة كيفما شاءت .. خلطت الأوراق .. شوهت الحقائق .. زيفت الصور والوثائق .. كتبت التاريخ فجعلت عَالِيَه سَافِلَه وصنعت من القردة رموزا،  جرب أن تمدح المرجعية .. سينقضّ عليك الذباب ..جرب أن تذكر العمامة بخير ستنهال عليك الألسنة البذيئة بالشتائم.. جرب أن تدخل فيما اتفقوا عليه وتعترض او تنتقد ستكون مجرما ولن يتركوك.. لديهم بضع كلمات جعلها الإعلام المُضل كالعلكة في أفواههم وقد أدمنوا تناولها وتداولها فالحسين خارجي وأهله وصحبه خوارج وانتهى الأمر، لقد اقتنع هؤلاء بذلك وأمثالهم اليوم يكررون المعنى ذاته بالفاظ مختلفة،  فالمرجعية ومنجزاتها، و العتبات ومشاريعها، والحشد وانتصاراته، والعمامة ومنزلتها، والمعمم ومكانته، والشعائر وقدسيتها .. مفردات تستفزهم كثيرا وعبارات مثل ( لا نصلح للحكم.. ونحن اهل الشقاق والنفاق.. ولا ينفع معنا الا القوة .. والترحم على الطاغية.. والحنين للزمن الجميل)، وعبارات استفهامية مستهلكة مثل (أين أموال العتبات.. وأين أموال الخمس.. وأين المرجعية مما يجري ) وغيرها هي ما دأبوا على تكراره، وإن لم يكونوا قد اتفقوا عليه مسبقا، ولو تابعنا أغلب تعليقاتهم في مواقع التواصل على ما مضى ذكره فسنجدها لا تخلو من واحدة من هذه الكلمات مع صياغات مختلفة للعبارات، صنعتها الماكنة الإعلامية ورددتها كثيرا حتى لم يجد هؤلاء المفسوخة عقولهم سواها يرددونها، فصاروا أداة بيد عدو اختطفهم إعلاميا منذ عقد ونصف العقد ومنحهم سمة جلد الذات والتنكر للأصل والإنتماء من حيث لايشعرون، فوقفوا مع ابن مرجانة يهتفون للشمر وهو يحتز الرأس الشريف. .............

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك