المقالات

البحث عن هوية

1268 2020-08-13

سعد الزبيدي||

 

عمدت قوى الشر بعد 2003 أن تعمل جاهدة وبشتى الطرق أن تمسخ الشخصية العراقية وتسلب العراقيين هويتهم واعتمد الاحتلال ومن وقف معه وكل الحاقدين والخونة أن يوغلوا بتشويه الانتماء الى تلك الهوية التي هي الجامع والنواة التي اذا ما ابتعدنا عنها سندخل في تيه وسنضيع البوصلة ونعاني كثيرا وقد لا نجد الطريق من جديد.

مشكلة العراق هو أنه ماعاد يعرف ماهية هويته فهل هو عراقي  أم هو عربي كردي تركماني أن هو شيعي سني أم هو حزبي .

أسهل الطرق للقضاء على وطن هو أن تجعل المواطن يفضل في انتمائه الثانوي على الانتماء الأول ألا وهو الانتماء للوطن .

وهذا ولد حالة من الشلل الذهني لدى الكثير انعكس على طبيعة العلاقات مابين الأسرة الواحدة فمزقنا أي ممزق .لذلك لا نستغرب أبدا أن بعض مدفوعي الثمن يدافعون عن دول أخرى اكثر دفاعا عن العراق مستخدما اللعب على الوتر العاطفي مستغلا طيبة العراقيين .

وبدلا من أن يكون هذا التنوع الفسيفسائي مصدر قوة أصبح عاملا من عوامل فقدان الثقة ونتيجة التنظير والتخطيط الممنهج لأعداء العراق كنا في فترة من الفترات نتمنى لو أن يتم تقسيم العراق إلى دويلات على أساس قبلي حتى نهنأ بالامن والأمان وراحة البال وساهمنا جميعا في مشروع دون وعي منا نظرا لذكاء العدو الذي كان يخطط وينفذ بمنتهى الحرفية حتى تم غسل أدمغة الكثير وصارت كثير من التصرفات هي ضمن العقل الجمعي الذي تتحكم فيه قوى ظلامية معادية تريد الشر للعراق.

وحقيقة مايجري على الساحة السياسية اليوم من تعيقدات واخفاقات مصدرها هو ضياع الهوية فلا يعلم المواطن والمسؤول  وكذلك أي شخصية مهما كانت نزاهتها وشجاعتها أولويات الانتماء.

 فهل نحن عراقيون لا نقدم على الولاء للعراق شيء ؟!!!

الإجابة على هذا السؤال هي مفتاح لجميع مشاكلنا ولكن من يستطيع أن يكون شجاعا ليقول إننا أن اصبحنا عراقيين فسوف ينزعج اصحاب الولاءات المقدمة على العراق فهناك من يعمل جاهدا أن يبقى العراق يسير في ركب هذا المشروع أو ذاك أو يناصر هذا التوجه أو ذاك متناسيا قول الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله :- حب الوطن من الإئتمان.

لا تبحث عن مبررات دينية مذهبية طائفية قومية الخلاص من هذا الضياع أن نعود الانتماء الأكبر إلى العراق الذي يجب أن يكون مقدما على الدين والمذهب والقومية بهذا الانتماء ستبث الروح الوطنية من جديد فلا مقدس إلا العراق.

ولكن من يعيد لنا الهوية وقد تكالب الجميع على تزوير بياناتها بل هناك من يريد أن يعمق الهوة ويعمل من اجل تقسيم طائفي شيعي سني وقومي عربي وكردي  ؟!!!

كلنا يعلم أن قوى الظلام لم تختر العراق اعتباطا وانها لتعلم أن تفتيت العراق هو الخطوة الأولى لتحطيم العرب جميعا ولذلك اعتمدول على زرع افكار هدامةوهذا  هو الطريق الانسب للقضاء على أي مجتمع واحد متماسك فانطلقت عمليات التصفية وأخذ الثأر والانتقام من علماء وضباط ومسؤولين دون اللجوء إلى كلمة فصل من القضاء هذا ولد فعل وردة فعل جعل الكثير يتقوقع ضمن عشيرته ومدينته وطائفته عندما استشعر أن الحكومة لا توفر له الحماية الكافية ولا العيش بحرية وكرامة  وتم الاعتماد على عراقيين الجنسية والخونة والفاسدين من اجل تغييب الوعي وزرع قناعات جديدة ستكون بذرة الشر التي ستؤتي على مستقبل العراق اذا ما تتوارثتها الاجيال .

أن حجم المؤامرة أكبر من العراق عندما تحول الفساد إلى دول بلغت الدولة وانتهكت سيادتها واهينت هيبتها وتعدد مركز القرار وبرزت امبراطوريات مالية ومافيات تعمل تحت مسميات شتى تنفذ مخططات مشبوهة لا هم لها إلا ارصدتها التي تكبر كلما ازداد حجم الدمار الذي تقدمه للشعب هذه القوى عمدت على غرس فكرة أن  التبعية الدينية المذهبية القومية العشائرية مقدمة لدى الكثير بل وسال الدم العراقي كنهر فداء لأصحاب الأفكار الهدامة وقتل مئات الألوف بلا ذنب ولا جريرة وملأت جثث العراقيين الأنهار والصحارى والوديان وصاروا طعاما للوحوش وغيب من غير وهجر من هجر وزرع الرعب والخوف في النفوس ففقدنا الثقة في انفسنا وفيمن حولنا.

ان زعزعة الثقة ما بين العراقيين كان له الاثر الكبير في تمزيق الوحدة العراقية وما تلاه من تحول خطير من اجل تمزيق العراق تحت شعارات للدفاع عن المذهب والقومية صار مكشوفا للجميع .

ان غرف الظلام التي ما انفكت تبث سمومها في محاولة تلو أخرى لابعاد المواطن العراقي  عن هوية الكبرى وهي تنظر لاهدافها بل وتعمد أن تزرع أن لا خلاص إلا في تقسيم العراق.

نحن بحاجة إلى العمل إلى إعادة الوعي وتقوية اواصر الوحدة ما بين أبناء المجتمع وردم الصدع وجبر الشرخ واعادة اللحمة ونفض الغبار وتسليط الضوء على جمالية هذا التنوع الذي هو أحد مصادر تفرد العراق منذ آلاف السنين .

وكي نستعيد العراق لابد أن نحرره من ايدي خاطفيه ولابد من استعادة الهوية ولابد أن نقتنع جميعا ان العمل من اجل العراق هو الأول والمقدم على كل شيء فنحن عراقيون عرب كرد تركمان مسلمين مسيحيين صابئة ايزيديين شيعة سنة ...ولاضير أن نمارس طقوسنا ونحترم الانتماء الثانوي ولكن لا نقدمه لأي سبب كان على الانتماء للعراق ولا نعمل من اجل خدمة  مشروع أمريكي أو مشروع إيراني أو تركي أو سعودي فكل هذه الدول تقدم مصلحتها ومصلحة مواطنيها وليس في السياسة أصدقاء بل في السياسة مصالح كما قال القائد الفرنسي شارل ديغول وإذا عملنا على هذا الأساس سوف نذلل كل الصعاب فالعراق بما يمتلكه من ثروات طبيعية وبشرية تؤهله كي يعود بعد كل كبوة .

هذا هو الحل الخروج من جميع أزماتنا والعلاج الشافي لكل جروحنا .

لنعمل بكل ما أوتينا من قوة  أجل استعادة هويتنا وندافع عنها حتى يتحقق النصر المبين على كل السائرين في ركب مشاريع تريد أن يبقى العراق ضعيفا لا يتمتع باستقالية يتدخل في أموره كل من هب ودب عراق تحكمه الفوضى يتخبط لا يملك قرار نفسه ويتحكم به الاجنبي وفقا لمصالحه لايقوى على الوقوف بوجه التحديات ويكون تابعا ذليلا مهانا ولنصرخ بوجه جميع الخونة والجبناء نحن عراقيون تنتمي للعراق من زاخو حتى البصرة.

*كاتب ومحلل سياسي .

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك