المقالات

تعلمني الوطنية وتسرق مني الوطن . 

2038 2020-07-17

  سامي التميمي||   كان درسا ً مجبرين عليه في مدارسنا وأنتهاءاً بالجامعات  هو ( الوطنية ) .  لايلقي تلك المحاضرة إلا ( بعثي ) ومن له ولاء كبير للبعث . لأن أغلب البعثيين هم منتمين بالأجبار وليس برغبته وذلك  بسبب الطرد والمحاربة في الدراسة والوظيفة  . وهذا معروف للعراقيين ممن عاشوا فترة طويلة في العراق حتى سقوط الطاغية وزمرته عام 2003 .  وكان حصرا ً هذا الدرس يجب الحضور به  وعدم الغياب إلا بعذر شرعي . ومنهج وكتب ذلك الدرس حصراً بكتب البعث وكأن الوطنية لايفقهها غير البعثيون .  كان كلنا يعلم  والشعب يعلم وأن كانوا بعضهم غير متعلم بسبب الظروف المعيشية والظلم والأضطهاد والسجون والتهميش والفصل السياسي  .  بأن الوطنية هي ليست دروس وأنما أفعال وتصرفات  وحقوق وواجبات وأنتماء حقيقي .  في الوقت الذي كانوا يعلمونا الوطنية  . كان الوطن بنهب ويسرق ويقتل ويصادر وينهش من كل جانب .  كانوا الكرد مشردون عوائل وأطفال رضع شيوخ ونساء فوق جبال وعرة وغابات تملأها الأدغال والأشواك العقارب والأفاعي والذئاب .  في ظروف سيئة بين زخات الأمطار وثلوج وبرد الشتاء القارس  . كان من  يتمتع بقوة وبصحة جيدة يصمد .  والأطفال الرضع وكبار السن يموتون في تلك الجبال وكان في كل ضنهم بأن القدر أنجاهم من قصف الصواريخ والمدفعية والهاونات والأسر .      وفي الجنوب كانوا مصيبتهم لاتقل عن الأكراد شيئا فهم محاربون بسبب أنتمائهم للوطن والدين والمذهب . الكثير منهم أنساق غصباً للحروب العبثية ومن رفض الألتحاق مات رمياً بالرصاص وأخذت ثمنها من عائلته . ومن كان صوته عالياً رافضا . كان السجن والتنكيل والتعذيب مصيره في سجون لاترى الشمس والحياة .   وأهل الأنبار وتكريت والموصل  وديالى .  أيضا كانوا عرضة بين الحين والأخر لهجمات شرسة همجية بحجة خيانة أحد أولادهم للولاء للبعث وأوامر السلطة . وحتى وصل الأمر للعشيرة والعائلة  نفسها بالتصفية ولسجون .  وبعد 2003  أنتهى درس الوطنية وجاءت أحزاب . عنوانينها براقة وأيضا فيها كلمات الوطنية و تداعب وتناغم كل أطياف الشعب العراقي من شماله وحتى جنوبه بعربه وكرده وسنته وشيعته وكل الأديان والطوائف والأتجاهات والميول . وتغير عنوانينها وأثوابها وقياداتها وأشكالها بأستمرار لتوهم الناس بأنهم داعمين للحرية والديمقراطية والدين والعروبة والقومية والوطنية .  ولكن للأسف كلها أكاذيب ومماطلات وضحك وأستهتار وفساد وسرقات وأنتهاك وتشويه لمعنى الوطنية .  كيف لنا أن ننهي هذا الدرس والمسرحية الكاذبة . وننهل من حب الوطن وصدقه وخيراته وتاريخه وكرمه وشهامته .    الوطنية ياسادة درس كبير تعلمناه وحفظناه  فقط من أبائنا وأمهاتنا . 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك