المقالات

مخلب النمر: الضارة النافعة  

1731 2020-06-19

ضياء المحسن ||

 

يقول المثل ((رُب ضارة نافعة)) وهو مثل يُضرب عندما يتعرض الإنسان لموقف يعتقد أنه تسبب له بضرر في الوقت الحاضر، لكن مع مرور الوقت يتبين له أن هذا الموقف كان فيه نفع كبير له،لكنه لم يكن ينظر إليه في حينه، ومثل هذا الأمر يحصل ليس فقط في حياة الإنسان العادية، بل أن الأمر يتعدى ذلك حتى في العلاقات الدولية.

نعلم جيداً أن مسألة إختراق الحدود وضرب المناطق الحدودية من الجارتين تركيا وإيران فيه ضرر كبير على العراق، لكن ماذا يمكن أن يعود على العراق من نفع من خلال تلك الضربات الموجهة أساسا الى حركات إنفصالية تركية وإيرانية تتخذ من العمق العراقي منطلقا لعملياتها؟

قد يتهمنا البعض بأننا نبالغ في الأمر، لكن واقعا هذه هي الحقيقة، فالضربات التركية تحديدا الى الإنفصاليين الأكراد من الجنسية التركية فيه نفع كبير للعراق، وهذا ما حصل عندما جاء رئيس المخابرات التركية في زيارة للعراق، والتقى فيها بالمسؤولين العراقيين.

معلوم للجميع أن عمليات تهريب تقوم بها هذه المنظمات لتمويل عملياتها في تركيا وحتى في إيران، ولذلك حاول المسؤول التركي إقناع الجانب العراقي بضرورة فتح معبر أخر بعيد عن سيطرة الأكراد في شمال العراق، وهو الأمر الذي أدى الى إنزعاج أكراد العراق، كونه سيحرمهم من إيرادات كانوا يمتنعون عن تسليمها لحكومة المركز.

بالإضافة الى ذلك فإن الحكومة التركية لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستمتنع عن السماح لنفط الشمال بالمرور إلا عبر شركة سومو، وهو ما سيضع المسؤولين هناك في ورطة مالية حقيقية، بعدما كانوا يتحكمون في تلك الأموال بعيدا عن المركز، بالتالي ستكتشف الحكومة المركزية قيمة الأموال المسروقة من قبل الأكراد طيلة السنوات الماضية، بما يضعهم أمام حرج أمام المواطنين هناك.

من هنا فإن العملية العسكرية الجارية في شمال العراق، مع أن هناك ضرر للقرى التي تتعرض للقصف، لكن مع ذلك فإن الجانب الإيجابي فيها هو عودة شمال العراق راضخا لما تمليه حكومة بغداد، خاصة فيما يتعلق بتقديم جرد كامل لأعداد قوات البيشمركة موظفي الدوائر هناك، بالإضافة الى بسط سلطة المركز على المطارات والمنافذ الحدودية.

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك