المقالات

حكومة الرئيس محمد توفيق علاوي أو حكومة الضرورة


محمد كاظم خضير / كاتب وباحث سياسي

 

لقد تمكّنت مظاهرات 10/25من إجبار حكومة الرئيس الوزراء عادل عبد المهدي على  إستقالته ومن طرح مواصفات الحكومة التي ستعقبها. فأتمّت ذلك بالإحتجاجات الشعبيةالسلميةالتيحملت مئات الآلاف من العراقيين على المشاركة فيها وتبني الشعارات الإصلاحية التي أطلقتها.

غير أنّ التظاهرات إياها توسّلت المنظومة الحاكمة،من خلال المؤسسات الدستورية التي تقبض عليها،أن تأتيها بالحكومة التي تلبّي مطالبها، من دون أن تطرح علناً أسماءً لترؤسها وأسماءً لتوزيرهم فيها.

الأمر الذي أتاح للمنظومة الحاكمة أن تخطوَ باتجاه تسمية رئيسمن رحمها، كلّفته تشكيل حكومة من الأكاديميين غير المستقلين،لكونهم يدورون في فَلَكِها.

وقد تمكّنت من إتمام ذلك بفعل تمتّعِها بالأكثرية المطلقة في المجلس البرلماني وإحجام الأقليّة عن مواجهتها بامتناعها عن تسمية رئيس يكلَّف بتشكيل الحكومة، ورفضِها المشاركة أيضاً في الحكومة التي سيؤلّفها،في ظلّ اعتكاف رئيس الحكومة المستقيل عن دعوة حكومته للإلتئام تحت عنوان ” تصريف الأعمال “، بغية معالجة أو على الأقل مواكبة، الأوضاع البلاد المتفاقمة شِدَّةً،والتي ترتدُّ بدورها بقساوة ٍعلى أوضاع الناس الحياتيّة والمعيشيّة.

بحيث  ذهبت  الولايات المتحدة الأمريكية  ،الى الدفع في الشارع باتجاه الحؤول دون تأليفها الأمر الذي أضعف الشارع بحدّ ذاته لا سيما بعدما عمِلَت   على ارتكاب  أعمال البلطجة بحق التظاهرات ، على مراحل متتاليةوحملت قيادة القوى الأمنية والعسكرية على الجنوح باتجاهقمعهم في مناطق دون أخرى.

ممّا سهّل ولادة حكومة الرئيس محمد توفيق علاوي ، التي هي بمثابة ” حكومة الضرورة “. لأن سفينة البلد هي بحاجة ملحّة الى قبطان، لكبح جماح التدهور المريع الحاصل فيه، والإنهيار التراكمي الواقع في كلّ قطاعاته المنتجة.

من هنا، ينطلق التساؤل القائل هل تقوى ” حكومة الضرورة ” أن تتحوّل الى ” حكومة إنقاذية” ؟.

إذ حتى تكون إنقاذية لا بدّ أن تكون إصلاحية،وحتى تكون إصلاحية، هل يمكنها أن تعتنق أطروحات التي أطلقتها تظاهرات 10/25؟.

وهل ستمنح صلاحيات إستثنائية للتصدّي للوضع السياسية لبلد، واستصدار آليةلاسترداد الأموال المنهوبة، وتقصير ولاية المجلس البرلمان الحاليوإجراء إنتخابات نيابية مبكرة بعد تعديل القانون الإنتخابي الحالي لجعله أكثرَ صحةَ تمثيلٍ وعدالةٍ ؟.

كيف سيتعامل المجتمع الدولي والعربي مع حكومة؟ وهل سيمدّ يد العون للعراق لإنقاذه، أم إنه سيتخلّى عنه ؟ حتى تتغذّى، المواجهة بين الحكومة بوسائلها الأمنية والعسكرية و المتظاهرين.

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك