المقالات

عندما يتَحيون الانسان !

2141 2020-02-08

مجيد الكفائي

 

ما يعيب مجتمع الغاب ان القوي يأكل الضعيف  ، والا فانه من المجتمعات المنضبطة حسب مايرى علماء الحيوان الذين يرون ان أفراد ذلك المجتمع يحترمون نظامهم الحيواني وخطط كبارهم وقادتهم ، فلايسيرون في كل رحلاتهم الا وراء قائد وينتظمون بطابور وكانهم جنود,  وان كل جنس حيواني لا يأكل لحم جنسه ويدافع عن أخيه ان حلَّ به خطب او تعرض له عدو، وان الصراع في مجتمع الغاب هو صراع من اجل البقاء والعيش ليس اكثر، فلو امتلأ كرش الأسد لما تعرض لغزال مطلقا ، وهذه ميزة مجتمع الغاب عن غيره من المجتمعات الأخرى، لكن مجتمع بني الانسان يختلف تماما عن مجتمع الغاب في الكثير  ، منها ان كل انسان يحب ان يكون قائدا ويسعى لذلك ويظن انه الاحق بالقيادة من غيره ، وانه  ايضا يحب الفوضى ويغرد دائما خارج السرب ،والغريب ان الانسان يختلف عن الحيوان في مسألة مهمة وهي الطغيان عند الشبع ،فاكثر المتخمين مالا هم اكثر الناس جوعا لأكل أموال الناس الفقراء ، ولا تمتلأ كروشهم ابدا عكس الحيوان الذي لايفترس الا جائعا ، فلذلك نرى ان البعض ممن اصبح مليارديرا على حين غفلة

يتفنن في سرقة أموال الفقراء ويشعر بالارتياح حين يضيف الى رأس ماله الكبير مئة الف دينار من راتب متقاعد فقير او ارملة صاحبة أيتام دعت بهما الحاجة والعوز ان يستلفا على راتبيهما من مكتبه او منفذه، او شركته ، والأغرب ان الدولة والحكومة والمؤسسات التي تصرف راتب المتقاعد او الأرملة تساعد ذلك المتخم الجائع ليفترس فقيرين جائعين،  فتوفر له معلوماتهما وتستقطع له من راتبيهما، والأغرب جدا اذا صح التعبير ان ذلك يمارس على مرآى ومسمع الجهات المسؤولة  والمعنية بحماية الناس وان هذا (النصب) يجري في العلن ومكتوب على يافطات ولوحات إعلانية على واجهات تلك المكاتب والشركات ومنافذ صرف الرواتب  وعلى صفحات الفيس بوك لبعض سماسرة الشركات ومنافذ الكي كارد والذين يأخذون نسبة لا بأس بها ان أطاحوا  بفقير حال من المتقاعدين او ممن يحصلون على راتب الحماية الاجتماعية وأوصلوه الى الفخ.

ان مجتمع الغاب فيه من الرحمة الكثير، فالحيوان الشبعان لايفترس لمجرد الافتراس ولايستسيغ لحم جنسه ،اما مجتمع الانسان (المتحيون) فيستطعم لحم أخيه ويتمتع جدا بمذاقه، وينتشي حين يرى طوابير الفقراء يقفون أمام شركته او منفذه ليسرق رواتبهم الفقيرة اصلا وبغطاء قانوني وفره له الفاسدون وعديمي الضمير ، وغياب حماية الدولة لمواطنيها وتفشي الفساد اللعين وحيونة الانسان.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك