المقالات

القواعد الامريكية .... هي تجسيد للاحتلال وخرقا للسيادة

1466 2020-02-05

يوسف الراشد

 

 

لو بحثنا في بطون الكتب و تاريخ الامم والشعوب عن عادات وتقاليد وطريقة عيش بنو البشر على هذه الارض المعموره لوجدنا ان فسيولوجية وتركيبة ومزاج وعادات وتقاليد الفرد والمواطن العراقي تختلف عن باقي تركيبة ومزاج المواطنين العرب او باقي سكان الارض فمناخ العراق ( الشديد الحرارة صيفا والقارص برودة شتاءا  ) قد اثر على طبيعة عيش ومزاج الفرد العراقي وان امتلاكه الوعي والفطنة والذكاء والنباهة ما يميزه عن اقرانه من بني البشر .

وان اول الحضارات والعلم والمعرفة التي انشاءت على كوكب الارض كانت على ارضه ثم انتقلت الى باقي الارض المعموره فحضارات اور ونبوخذنصر ومسلة حمورابي التي تنظم    حياة  وتعاملات وطريقة معيشة الناس  قبل الاف السنين شاهد على ذلك وهو اول من انطلقت     من ارضه علوم الكتابة والقراءه ومن ارضه تمر مسيرة البضائع والقوافل بين  الشرق والغرب   فهو محطة تلاقي وتبادل السلع وتبادل العلم والثقافة والمعرفة وقد تعرض العراق خلال الحقب التاريخية المنصرمة الى حملات الاحتلال والغزو والحروب والقتل والاعتداء من قبل التتر والسلجوقية والمغول والحروب الصليبية وغزوات الروم والاحتلال العثماني ثم الاحتلال البريطاني وتعرض مغزونه العلمي والثقافي الى الحرق والنهب واللقاء الاف الكتب في نهر دجلة كلها من  اجل طمس هذا التاريخ وهذا المخزون الثقافي .....

 ولكن ومع كل هذا التاريخ الذي شهده العراق لم تصمد او  تستمر هذه  القوى الغازية فان مقاومة وبسالة ابناء العراق قد ساهمت وساعدت على دحره واخراجه منكسرا لا يستطيع الصمود امام ارادة الشعوب ثم جاءت ثورة تموز 1958 لتعلن تحرر العراق من التبعية الاجنبية وولادة العهد الجمهوري.

 ومنذ ذلك التاريخ وحتى يومنا هذا ابتليه العراق بحكم   دموي ادخل العراق في حرب ثمانية سنوات مع جيرانه ثم اعتدى على الكويت  ليسهل الامر والذريعة لدخول القوات الامريكية الى العراق والذين قالوا في بداية الامر نحن جاءنا محررين ثم نقلبوا غازين ومستعمرين وبنو القواعد العسكرية بدون رضا وموافقة الشعب العراقي ولاتوجد هناك اتفاقية بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة على بناء هذه القواعد بل بنيت بالغصب والقوة وزرعوا الفتنة واججوا الطائفية بين ابناءه واستباحوا الحرمات وعندما انتفض الشعب العراقي بالمظاهرات المليونية ضد التواجد العسكري الاجنبي في العراق ولابد من الجدولة الزمنية لرحيله ثار غضب الرئيس الامريكي وصرح بكل وقاحه بان العراق وثروات العراق هي ملك  للشعب الامريكي لانه حرره من نظام صدام ..

ان الرئيس الامريكي واهن ومخطا ولايعرف طبيعة الشعوب الثائرة ومنها الشعب العراقي ( اذا الشعب يوما ارادة الحياة  فلابد ان يستجيب القدر ) وها هو الشعب كل الشعب عربا واكرادا وتركمانا وباقي الاقليات والطوائف   لايريد قوات وقواعد عسكرية على ارضه ويعتبر بناء هذه  القواعد الاجنبية على الأرض العراقية دون موافقة حكومته هو احتلالا واستعمارا جديدا وانتهاكا وخرقا للسيادة الوطنية وتهديدا للوجود  وقد ولى عهد الاستعمار الى الابد فعلى الامريكان ان يعيدوا حساباتهم من جديد ويكونوا جادين   في جدولة انسحاب القوات العسكرية وان يتخلوا عن القواعد التي بنوها على الارض العراقية 

والا ستكون هي بداية لحرب ضروسا بين الشعب كل الشعب العراقي وبين القوات المحتلة .

ـــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك