المقالات

للثقافة تحديات جديدة

1888 2020-01-17

د. حسين القاصد

 

 

 ونحن في بداية عام ثقافي جديد ، لنا أن نتساءل  عن منظمات المجتمع المدني التي انتشرت في العراق ، لكنها اختفت منذ اندلاع التظاهرات في الأول من تشرين الاول الماضي  ؛ فأين هي وأين فعالياتها ودورها في صنع السلم المجتمعي ؟ وكم هو عددها السابق ؟ وكم سيكون بعد انتهاء اجازتها او عطلتها الاختيارية ؛ فمن دون أدنى شك أننا سنعود لنقرأ لافتات عن نشاطات ثقافية ومجتمعية غابت عن المشهد التوعوي في أيام التظاهرات .

لقد توقفت أغلب النشاطات الثقافية ، لاسيما تلك التي ترعاها وزارة الثقافة والسياحة والآثار ، فلقد تم تأجيل مهرجان الجواهري ومهرجان الكميت وغيرهما بسبب الأحداث التي رافقت التظاهرات  ، واكتفى الفنانون والأدباء بالمشاركات الخارجية ، لكنهم حين يعودون للعراق لا يستأنفون مشوارهم الابداعي في نقاباتهم ؛ فلقد علق اتحاد الأدباء جلساته في بنايته واكتفى بجلسات تقام في خيمة الاتحاد المقامة في ساحة التحرير ؛ وإذا استثنينا التحدي الثقافي الكبير الذي يقوم به أدباء البصرة بمواصلة نشاطاتهم الثقافية ، نرى أغلب المثقفين تركوا مقراتهم لينصهروا في الرأي الجمعي وينسحبوا من صناعة القرار في منصاتهم الثقافية .

بكل ما لساحة التحرير من رمزية كبيرة ، نرى أن بناية اتحاد الأدباء والكتاب في العراق هي توأم هذه الساحة في البناء والتأسيس ، فكلاهما شيد في زمن الزعيم عبد الكريم قاسم ، وكان الجواهري الكبير رئيسا للإتحاد ونقيبا للصحفيين ، وهما أهم مؤسستين في صناعة القرار السياسي والمجتمعي .

إن عملية رفض الفساد ومحاربته يجب أن يقوم بتوجيهها قادة الوعي المجتمعي لكي نجنب التظاهرات السلمية احداث العنف التي رافقتها ؛ فللشاعر أن يهتف من منصته بأعلى اصوات الرفض للفساد والمحاصصة ، وله أن يتغنى بالعراق الواحد ، وتتلاقف صوته الفضائيات ليمكننا ايصال الخطاب الواعي المعترض على كل أشكال الخراب .

ومثل ما على اتحاد الأدباء نرى اننا بحاجة لخطاب مسرحي من المسرح الوطني ، لكي يصل من دون أية شائبة ونتجنب مسميات من مثل ( المندسين) و ( الطرف الثالث) وتعود قوة القيادة للكلمة والرسالة الفنية ، لا للاتهامات الجانبية التي ابتعدت ، في بعض منها ، عن غاية التظاهرات التي أهمها الإصلاح .

نحن بحاجة ماسة لأمسيات الفرقة السمفونية ، فللموسيقى لغة عالمية لاتحتاج إلى ترجمة ، ونحن بحاجة إلى معارض تشكيلية في قاعات تحترم الفن وتبعده عن عملية الرسم الارتجالي .

بامكان الجميع أن يشتركوا بفعاليات ثقافية واعية تتضمن الموسيقى والشعر والرسم ، وتحمل الخطاب الإصلاحي وتؤبن الشهداء .

في عامنا الثقافي الجديد نريد من المثقف العودة إلى صناعة القرار وليس الركض خلف قرارات بعضها انفعالي وغير ناضج ، لكنه صار مهيمنا لأنه صار أعلى من صوت المثقف الذي اختار دورا هامشيا ، يضمن له أرشفة حضوره اليومي في ساحة التحرير .

اذا ارتفع صوت المثقف قائدا وصانعا للقرار لا أظن أن أحداً سيفكر بمنع الطلبة من استئناف العام الدراسي الذي وصل إلى منتصفه ، ومازالت الحلول قيد المحاولات .

ــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك