المقالات

يا والي ..هل من تالي ؟!..

2711 2019-10-01

ا.د.ضياء واجد المهندس

 

اتصلت سيدة عراقية سبق ان التقينا بها مرارا " في مؤتمرات مجلس الخبراء العراقي ، وكانت قد حضرت جزء من لقاءاتنا مع لجنة المراة في مجلس النواب خلال العاميين المنصرميين ، وكانت تسال عن اي قسم في كلية الهندسة يقدم ابنها ؟؟؟!!

لكن النقاش سرعان ما تحول عن مستقبل ابنها ، فالذين قبله لم يجدوا فرصة عمل و لا خطوة امل في البدء بالحياة ..وسردت لي عديد و اسماء اقاربها الذين لم يجدوا اي فرصة للعمل او اي وظيفة ..

تشير الاحصاءات الى ان نسبة العاطلين عن العمل في  العراق تجاوزت ٤٠٪ ، وان معدل مديونية المواطن تجاوزت ال ٤٠٠٠ دولار ، وان مقدار اعتمادية العراق على بيع النفط تجاوزت ال ٩٠٪، وان مقدار الصادرات العراقية غير النفطية مع اي دولة من دول الجوار لا تزيد عن ٤٪ من حجم التبادل التجاري ، تشكل النسبة العظمى منها للدول المصدرة .

ازدادت نسبة الامية في العراق الى اكثر من ٣٨٪ ، و المتسربين من المدارس و الجامعات و المعاهد الى اكثر من ٣٢٪، وان معدل انتشار المخدرات بين الشباب وصل الى ٩٪ ، و ان معدل انتشار الجريمة ازداد بمعدل ١٦٪ ، وان نسبة الفساد في التعيينات بلغ ٩٢٪ ، وفي المعاملات الرسمية المتعلقة بالكمارك و الضريبة و العقارات تجاوز ٩٧٪ ...

لسنا الوحيدين الذين مررنا بمرحلة الانهيار الكلي ، فكوريا منذ بداية القرن الماضي و حتى الحرب الاهلية الكورية بين الشمال الغني بالموارد و الجنوب المتحالف مع امريكا في ثلاث سنوات حرب ضروس شارك فيها الكبار وانتهت في ١٩٥٣ ، كانت في انهيار كلي ،لم تبدا بالاصلاح الا بعد ان حكمها العسكر في ١٩٦١ بزعامة الجنرال تشيونغ ، الذي بدا عمله بمحاربة الفساد وتنشيط القطاع الخاص و تشجيع الاستثمار ، فتحول دخل الكوري من اقل من ٩٠ دولار سنويا الى اكثر من ٣٠٠٠٠ دولار سنويا ، واصبحت منافسا" قويا" للبلدان الصناعية المتقدمة في مجال الالكترونيات والاتصالات و الصناعات الثقيلة و الاسكان و الصناعات البتروكيمياوية و السيارات و المنتجات الاستهلاكية ...

  ليس بعيدا عنها، استطاعت مجموعة العسكر بقيادة الجنرال لي كوان يو سنة ١٩٥٩   من تحويل سنغافورة من بلد زراعي اقطاعي غارق في الديون والفساد ، كان معدل دخل الفرد السنوي فيه لايتجاوز ٣٠٠ دولار ليصل الى ٨٥٠٠٠ دولار سنويا"، وان يكون الناتج القومي السنوي ٣٠٠ مليار دولار و حجم الاحتياطي ٢ ترليون دولار ، وسنغافورة هي البلد ااول في انعدام الفساد والامية بعد ان كانت تزيد عن ٥٠٪ و انخفاض نسبة البطالة الى ما دون ١٪ بعد ان كانت اكثر من ١٤٪ و رئيسته الان  عربية مسلمة محجبة ،اسمها ( حليمة يعقوب ) متزوجة من رجل يماني .. واصبحت سنغافورة مرجع للتصانيف الاكاديمية والجامعية، و مركز للصناعات المتقدمة و المشاريع الريادية ..

وقد يكون للرئيس الماليزي مهاتير محمد الطبيب الجراح  صاحب العيادة المجانية في احد ضواحي العاصمة ، و خريج العلوم السياسية من جامعة هارفرد الفضل الاول في انتشال ماليزيا من قعر الفساد والمديونية الى مصاف البلدان الصناعية المتقدمة في فترة حكمه الذي امتدت ٢٣ عام وحتى  استقالته في ٢٠٠٣ والذي خفض خلالها معدل الفقر من ٥٨٪ الى ٥٪ و قلل نسبة الامية من ٣٩٪ الى ٣٪  و زاد الاحتياط النقدي من العملة الصعبة من ٣ مليار دولار الى ٩٨ مليار دولار ، تشكل المردودات من قطاع الصناعة والخدمات اكثر من ٩٠٪..

.لقد خرجت راواندا  في ١٩٩٤، البلد الافريقي الذي سحقت حربها الاهلية اكثر من مليون قتيل بين قبائل التوتسي و الهوتو ، ليتمكن حاكمها  ( بول كاغامي )من تحقيق السلم المجتمعي لتكون كيغالي  عاصمة رواندا من اجمل العواصم ، واكثر المدن استقبالا للسياح،انخفضت نسبة الفقر من ٦١٪ الى ٣٤٪ ، و انخفضت نسبة الامية من ٥٢٪ الى ٢٤٪ وزاد معدل الفرد السنوي ٣٠ مرة  ..

كنا في ١٩٥٠ افضل من كوريا و ماليزيا و سنغافورة و الصين و تايلند و باكستان و ماليزيا و تركياو كل البلدان الافريقية و امريكا الجنوبية ، و في ١٩٦٠ افضل من كوريا و ماليزيا و سنغافورة و تركيا و معظم الدول الافريقية و امريكا اللاتينية ، و في ١٩٧٠ افضل من فيتنام و تركيا و ماليزيا و اندنوسيا و البلدان الافريقية و امريكا اللاتينية ، وفي عام ١٩٨٠ افضل من الامارات و قطر و عمان و تركيا و اندنوسيا و سنغافورة و ماليزيا وكل الدول الافريقية و دول امريكا اللاتينية و في ١٩٩٠ كنا افضل من بورما و سيرلانيكا و تونس والمغرب واليمن و موزمبيق و تنزانيا  ، وفي ٢٠٠٣ كنا افضل من راوندا و السودان و جيبوتي و الصومال واليمن و الكونغو  . الان نحن مديونون ب ١٤٠ مليار دولار ، ولازلنا ندفع للشقيقة الغالية الكويت تعويضات ، و صودرت طائراتنا و ممتلكاتنا بعض الدول بداعي التعويضات ، وبالرغم من اننا نصدر ٤مليون برميل الا ان مليون برميل يهرب من كتل واحزاب سياسية نافذة ، و لازال البنك المركزي العراقي يدفع مبالغ خيالية من نافذة مزاد العملة السيء الصيت ، و استمرت الحكومات بدفع رواتب و مخصصات عالية الى المسؤولين الكبار و خسرنا مئات المليارات التي تقد ب ٤٠٠ مليار دون معرفة مصدر صرفها و ابواب انفاقها ، منها ٣٥٠ مليار قيد التحقيق من قبل الامم المتحدة ...

تنتشر في العراق ، تجارة الاثار حتى تجاوزت القطع الاثرية المهربة اكثر من ٢٥٠ الف قطعة ،و معظمها تم تهريبها عبر المنافذ الرسمية من مطارات و موانىء و نقاط الحدود البرية و بعلم الحكومة و موؤسستها الفاسدة ، بل ان بعضها قد تم اخراجها على انها تحف صينية و تركية مستهلكة ، و اغرقت اسواق عمان و بيروت و دبي بالتحف العراقية و التي استقرت في الدول الاوربية و امريكا ، و بعضها في الجامعات الامريكية و معارض الاثار والتحف مثل معرض هوبي لوبي..

وازدادت حركة بيع و توزيع المخدرات من الهيروين والحشيشة حتى الحبوب المخدرة و الكريستال بشبكة واسعة تمتد من شمال العراق لجنوبه ،و بحماية الشرطة و بعض الفصائل المسلحة و عصابات الجريمة المنظمة ، واصبح العراق سوقا" رئيسيا" للمخدرات بعد ان كان ممرا" خطرا" و صعبا" ..وليس ببعيد تجارة الاعضاء البشرية و الادوية الفاسدة و المواد الملوثة ...

لنا وللعراق الواحد الاحد

معيننا و ناصرنا الى الابد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك