المقالات

يا حاكمينا ..لا تقتلوا ..الحسين فينا..

2379 2019-09-05

أ.د.ضياء واجد المهندس

 

قريب منتصف الليل، و بينما ادخل الدار،وجدت صالة الاستقبال مضاءة بنور قوي، دخلتها فوجدت عم والدتي ( الحاج حسين ) مفترش سجادة، و قد هم بالتشهد . الابن البكر للحاج حسين هو من الذين اعدمهم صدام في ١٩٨٠ كونه من تلامذة السيد محمد باقر الصدر (رحمه الله)، وكان (علي حسين نعمة) من نشطاء حزب الدعوة وقتها..قلت: السلام عليكم، رد الحاج التحية قائلا": انتظرتك امراة اسمها (ام عقيل) قالت انت وعدتها بان تكفلها عند صاحب البيت، ولكن من اسبوع ولم تف بوعدك! .

قلت:صحيح، عليها ٦ اشهر متاخرة،  نسيت لاني احضر مواكب التعزية عند رئيس الوزراء..

قال : استغفر الله،تترك العبادة، وتهرول على الملتقى، اما سمعت ان السعي في حاجة عبد مؤمن عبادة .!..

ثم، تترك امراة واطفالها يرمون بالشارع وتذهب لتسمع كلام ممكن ان تسمعه في اي وقت تشاء!

قلت: ان حضور المواكب وفاء للحسين (ع)..

قال: ويحك، الحسين ليس بحاجة لكلامكم ولا لحزنكم،الحسين يريد منكم العمل الصالح وفعل الخير..ليس مما تفعلون من نهج الحسين، لان الحسين كلمة، كلمة الحق ضد الباطل .الحسين عهد، عهد الثبات على عقيدة الاسلام السمحة .الحسين رسالة،رسالة الله على عباده اجمعين والتي ترسخ في العقول والقلوب الى يوم الدين ..لا تظن ان الحسين يريدكم تطبرون رؤوسكم، بل يريد سيوفكم على رقاب الحكام الظالمين .الحسين لا يريدكم تلطمون على وجوهكم، بل تلطمون وجوه الطغاة الفاسدين .الحسين لا يريدكم تؤذون اجسادكم، بل تعاقبون الفاسقين المجرمين...

يا ضياء،تنادون نداء الحسين (هيهات منا الذلة) وانتم غارقون في الذلة والمهانة، تقصدون الحسين في مقامه وتهتفون ( لبيك يا ابا عبد الله)، و الحسين يريدكم تهتفون ضد من اعاثوا في دياركم ظلما" وفسادا".

يادكتور، الحسين لايريد منكم المهادنة والاستكانة، لانه من قال: ان كان دين محمد لا يستقيم الا بقتلي، فياسيوف خذيني) ..قاطعته قائلا": ان ماساة واقعة الطف مؤلمة، وما جرى فيه يثير الحزن والالم .

قال : ان الظالمين يريدونكم تغرقون في الحزن و الطقوس، ويشاركوكم في لبس السواد، وتجهيز الموائد وتوسيع المواكب، لكن ...ابن بنت رسول الله يريد منكم ان تصبوا المكم وهمكم على رؤوس الحكام الظالمين،لا ان تمرغوا بالتراب و الطين، بل تمرغون الفاسدين في التراب و الطين، لان الحسين رسالة اصلاح و صلاح فهو من قال :(ما خرجت اشرا و لا بطرا، بل خرجت ابتغي الاصلاح في امة جدي المصطفى)..

قلت: الناس بحاجة الى البكاء على نعي و ندب القارئين..

قال الحاج: انكم تفعلون شيئا" نكرا، فما يقولوه الرودايد على لسان الحسين والعباس وزينب.  ال بيته فيه اساءة كبيرة لابن سيد البلغاء وامير الحكماء علي المرتضى، فما تتداولونه ليس من اقوال الحسين بل من تاليف الرواديد بلهجة غارقة في العامية و

بلكنة سيئة ..قلت : لقد تحمل سبط الرسول الغدر و الخيانة،و تعرض واهل بيته الى الابادة، الا يستحق الحزن ..

قال الحاج: لقد ركن اخيه الحسن وياتمر بأمرة الوف المسلمين الى الصلح و الهدنة مع معاوية، بينما خرج الحسين من المدينة الى الكوفة ولم يكن معه الا ٧٢ من الصديقين، هل تظن ان الحسين لا يدرك ان الحرب غير متكافئة ؟؟،هل تعتقد ان الحسين لا يعرف انه سيتعرض الى الغدر، والفرزدق ابلغه عند دخوله العراق: (ان القوم قلوبهم معكم، وسيوفهم عليكم )... يادكتور: استشهاد الحسين واهل بيته و اصحابة قدر رباني للاصلاح،و ليكون منار للثائرين المتقين.. مارسوا طقوسكم،التي بدات منذ اربعة قرون بالتذكير بواقعة الطف، والتي بدات تتوسع وتنمو فيها ممارسات ما انزل الله بها من سلطان،لو ان عديد الزائرين الى ابن باب العلم الذين يصلون الى عشرين مليون زائر، تستطيع ان تجد منهم ٢٠ الف حسيني يبتغي الاصلاح والتغيير، لكنا استطعنا ان نغير حكامنا المترفين الذين يدعون كذبا "وبهتانا" انهم من شيعة علي وعلى نهج الحسين، ونسوا ان علي من كثر ما رقع ثوبه لم يعد في الثوب رقعة، وان الحسين قدم نفسه و اهله قربان الاسلام والاصلاح، فكان من الرجال الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه..

قلت يا حاج: لقد عقدت الامر علي،وصعبت مشواري، فكيف ممكن ان اجمع ٢٠ الف حسيني ثائر لا سائر، مقدام لا لطام، مغوار لا طبار، من الثائرين ولا يهادن الظالمين،والكل تستلذ باللطم والبكاء والتطبر والنطح والزحف والمشي على النار ووو ؟!، و اذا قلت لهم ما تقول، لا تذهبوا الى الحسين بل انطلقوا منه، وان تهتفوا مهاجمين (يا لثارات الحسين من الطغاة الظالمين) لكنا من انصار الحسين الصديقين الذين ابتغوا الوسيلة الى الله،قاصدين احدى الحسنين، احقاق دولة الحق والعدل او الشهادة، فهل من مجيب؟!.

قال الحاج: لقد قتل سبط الرسول ٣ مرات، القتلة الاولى ألصغرى بيد اللاهثين وراء عطايا يزيد بن معاوية السفياني، ابن الطلقاء، من ناصب الرسول و الاسلام العداء..وكان من المرتزقة من عبيد الله ابن زياد ابن ابيه الذي كان حاسما في الجرم وطلب الدنيا، اما من تردد كعمر بن سعد ابن ابي الوقاص، فكان يريد الاخرة و عينه على ولاية الري، فكتب الله عليه القتل في الدنيا والخزي في الاخرة..اما الحسين و اصحابه فقد شرو انفسهم بالجنة (ومن المؤمنين من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله )،اما القتلى الثانية الكبرى: فهي ما ادعى بها اعداء الحسين من انه مرتد و خارجي ويبتغي الحكم، و يريد ان يشق طاعة الاسلام، و يمتنع من بيعة الخليفة ..اما انتم فانكم تسعون الى قتله القتلة الثالثة العظمى بان تضيفوا الى رسالته و شهادته طقوس و شعائر تسيء الى الحسين واهله، وتنسبون له كلام يدونه الرواديد،وبعضهم من الجهلاء،و تقومون بافعال تنفر و تبتعد، و  تبعد الناس عن نهج الاسلام الحق وخطى الحسين سيد الشهداء ...قام الحاج حسين وتوجه نحوي ثم مسكني من ذراعي وهو يهتف بصوت جهوري : كن مع الحسين ثائرا" و مصلحا "، و داعيا " صالحا"، ولا تكن على الحسين، ماشيا" لاشيا"، زائرا"خائرا"، تهادن الظالمين، وتنافق الفاسدين ..

هزني الحاج فاصبح النور في كل الدار، و وجدت نفسي و قد استيقضت مرعوبا " وذراعي يؤلماني، وكل اجهزة المنزل الكهربائية معطوبة...بقيت استغفر ربي واخشى ان انام ..

اللهم اجعلنا من اصحاب الحسين

وانصرنا على الطغاة الظالمين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك