المقالات

الأنسحاب الأماراتي من اليمن ..تكتيك أم ستراتيجية ؟؟

1392 2019-07-09

قاسم العبودي

 

بدون مقدمات تذكر , وبلا تصريحات أعلامية , فوجئت الأوساط السياسية الأقليمية والعالمية بأنسحاب الجيش الأماراتي من اليمن بشكل مفاجيء تماما .

كل المعطيات العسكرية على أرض اليمن تشير وبوضوح الى وجود أزمة نفسـية لـدى الجانب الأماراتي الذي زج به في معركة خاسرة تكاد تكون الأولى له على مستوى المواجهة العسكرية , والتي كانت خاسرة بكل المقاييس .

الكل يعلم جيدا أن السعودية عقدت صفقات أسلحة لا مثيل لها في تاريخ الدول . لذا نعتقد أن القوة العسكرية اليمنية قد أسقطت فرضية التسليح الهائل الذي تمثل بصرف ترليوات الدولارات من أجل التسلح الذي فشل فشلا ذريعا بتمرير سياسات الصهاينة والأمريكان والذين فشلوا أيضا بكل مخططاتهم التي حالوا بها النيل من اليمن وشعبها الصابر .

عندما قاد حكام السعودية الأمارات وزجها في تلك المعركة التي خطط لها في تل أبيب وباركها البيت الأبيض الأمريكي , قالوا لهم أنها أيام معدوات وسنستبـيح أرض اليـمن طـولا وعرضا .

لكن تغيير ميزان القوة اليمني من جهة , وستراتيجية أدارة المعركة من جهة أخرى رسم خمس سنين من المواجهة الخاسرة . فقد أستطاعت القوة اليمنية أن تقصف أبها وجيزان بشكل يومي , ولو شائت أن تقصف دبي أو أبو ظبي لفعلت , لكن تغليب منطق العقل العسكري وعدم تدويل المعركة كان سببا بعدم القصف اليمني للمدن الأماراتية .

عندما دخلت الجمهورية الأسلامية الأيرانية لنصرة الشعب اليمني المستضعف , أستبشرت أسرائيل خيرا , وذلك أعتقادا منها , أن بعض القوة العسكرية التي تتواجد على الأرض السورية والتي تحاذي الحدود الصهيونية , ستنسحب الى العمق اليمني تاركة أرض المعركة في الجبهة السورية , وقد كانوا واهمين جدا . لأن الجيش اليمني لم يكن بحاجة الى عديد من القوات , بل كان بحاجة الى دعم لوجستي وقد حصل عليه , وبالتالي تغير ميزان القوى على أرض الواقع ,

وبدأت القوات اليمنية تفرض وجودها كقوة لا يستهان بها , وخصوصا أنهم يدافعون عن أرضهم , وهي حالة تدفعهم الى الأستبسال الذي أبهر العالم بأكمله وجعل دول المنطقة تعيد حساباتها الخاسرة .

لذا نعتقد أن الأنسحاب الأماراتي من خط المواجهة سيدفع بآل سعود الى الأنسحاب هو الآخر في أقرب فرصة ممكنه مع حفظ بعض ماء وجوههم أن كان تبقى ما يخجلون منه . عليه وحسب ما تقدم , فأن الأنسحاب الأماراتي كان تكتيكا لأعطاء السبب الى آل سعود للأنسحاب التالي , وستراتيجيا بالأنسحاب من معركة لا يحصلون منها سوى الأستنزاف المادي والمعنوي أمام قوة يمنية حسمت أمرها بعدم الأستسلام للشيطان الأكبر وأذرعه الخليجية في المنطقة التي تعد من أسخن مناطق العالم .

ــــــــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك