المقالات

عَبارة الموصل، القشة التي تقصم ظهر العملية السياسية

1668 2019-05-18

ضياء المحسن

 

حملت الإنتخابات النيابية الأخيرة شبهات كثيرة، فيما يتعلق بالتزوير والفائزين، وأمور أخرى لا مجال لذكرها هنا، وذهب مجلس النواب الجديد للتصويت للحكومة ذات الأغلبية، وهنا أيضا ذهب مصطلح (الكتلة الأكبر) الذي يؤكد عليه الدستور أدراج الرياح، وهو محاولة إنقلاب على الدستور فاضحة، لكن المهم أن الحكومة تشكلت بأكثر من نصف عدد وزرائها وهو أمر لا بأس به.

خلال أعياد نوروز هذا العام غرقت (عَبارة) في أم الربيعين أودت بحسب بيانات وزارة الصحة الى وفاة 187 شخص، الأمر الذي نتج عنه إقالة محافظ الموصل ونائبيه، وإحالة متعهد العَبارة الى التحقيق لكشف ملابسات الحادث.

ما حصل بعد هذا كان محاول لي الأذرع من قبل المتصارعين على المكاسب التي تدرها محافظة الموصل، خاصة أن هناك حديث يدور عن مئات الملايين من الدولارات، فيما يتعلق بإعادة إعمار المحافظة بالإنتظار، فأخذنا نسمع تراشق بالتصريحات وتصريحات مضادة، نتج عنها إنفراط عقد (تحالف المحور الوطني) بإخراج رئيس مجلس النواب الحالي من التحالف، والمطالبة بإستبداله بحجة عدم قدرته على إدارة مجلس النواب (مع تحفظنا على الجملة الأخيرة).

في هذه الأثناء فإن محمد الحلبوسي رتب أوراقه بالتنسيق مع محمد الكربولي واجتمع مع 38 نائب من نواب (المناطق المحررة) لإعادة تشكيل (تحالف القوى العراقية) بإستبعاد خميس الخنجر واحمد الجبوري (أبو مازن)، كما أن أسامة النجيفي هو الأخر يحاول إنشاء تحالف جديد، يتم فيه استبعاد الدكتور أياد علاوي.

كل هذه التطورات في العملية السياسية تلقي بظلالها على المشهد السياسي، حيث أن الكتلة الشيعية المكلفة بتسمية رئيس الوزراء، تبحث الأن في ترتيب أوراقها من جديد، والبحث عن تحالفات قوية يسمح لها بإدارة الحكومة بدون اية عقبات أخرى، إذا ما لاحظنا أن هناك عقبات كثيرة تقف بوجه رئيس الحكومة، خاصة مع اقتراب موعد حزيران الذي وضعته الحكومة على نفسها تنتهي فيه المناصب بالوكالة.

المشكلة أننا نشاهد التراشق في الإتهامات من جميع الكتل، فالكل متهم بالتقصير بسبب عدم إكمال الكابينة الوزارية أولا، ثم الصراع على الدرجات الخاصة، في الوقت الذي نسمع فيه كلام لا يمت الى الواقع بصلة، حيث الحديث عن عدم التدخل في عمل رئيس الوزراء بتسمية وزرائه، وكذلك في رسم السياسات العامة.

إذا هل نحن أزاء إنقلاب على العملية السياسية؟ أم أنها محاولة للشد والجذب للحصول على مكاسب أكبر؟

لا نعتقد أن الطبقة السياسية الحالية في وارد الإنقلاب على نفسها، فهي من أسست النظام الحالي، وسعيدة به من حيث المنافع التي تحصل عليها (بدون وجه حق)، بالإضافة الى أنها مطمئن الى أنها بإمكانها تغيير الوقائع والأحداث بما ينسجم مع رؤيتها هي، وليست رؤية المواطن الكادح.

إذا هي محاولة شد وجذب للحصول على مكاسب أكبر، والدليل أن منصب محافظ نينوى تم بيعه بمليون دولار (كما يقولون)!

.........................

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك