المقالات

من الإنكسار  الى الإنتصار..!

1787 2019-04-26

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

يتحدثون عن أن العراقيين شعب لا أبالي، بل أن أحد أدعياء المدنية العلمانيين، يصفنا بأننا شعب مازشي، نتلذ بالألم، ونعشق الخضوع..فأسأله وغيره من المتثيقفين،؛ هل لأحد ما؛ أن يدلنا على شعب مفعم بالأمل كالعراقيين؟! بل هل مثل العراقيين من شعب  يقارع الصبر فيغلبه؟!

نعوم على بحر من الآلام، مَوْجُهُ كغِسْلين؛ لكننا نتصرف كباعة محترفين، نبيع كل يوم لمزمور الجروح احلامنا، فتعزف المزامير نواح نسائنا، ومع ذلك فإن الرجال؛ يمضون غير عابئين بالنواح نحو حتوفهم، وإذا جاء الحتف يفرحون، وإذا  لم يأت يقولون أن الحظ قد خالفهم!

هنا حيث الأثم والبلاء صنوان لا يفترقان، وحيث لا شيء يشبه شيئا آخر، وحيث يحرق التماس الكهربائي فقط غرف الشكوك المليئة بالعقود..وحيث تختفي فى فضاء النسيان؛ أوراق الصمت والموت..وحيث نكتب شهادات وفاتنا بأيدينا، من هذا "الحيث" كله، ننسج أردية الأمل فنتدرع بها من حظوظنا العاثرة.

هنا حيث شركائنا في الوطن، من المؤلفة بطونهم؛ يحتفون بالقاتل المُشَبَّح، مطالبين الضحايا أن يرفعوا أكفهم بالدعاء له..وحيث أشباح البراري ما زالت تطارد المسافرين؛ في عتمة ليل فيموتون بلا نحيب.

هنا  يولد الأمل من ركام الألم، حيث يجف الوقت، فتسارع أجهزة البلدية بإزالة آثار الدماء والدمار، بعد ساعة من كل تفجير إرهابي، ساعتها  يلتقى المغنى بالمعنى؛ فيضيعان سوية في نواح عجوز؛ على البقية الباقية من أساور حفيدتها، التي قضت قرب "الفقمة".

هنا في عراق الشراكة السياسية، شراكة القاتل مع القتيل، وحيث الوطن؛ غربة مسيجة بأسيجة الدم والكونكريت..نصنع معنى جديدا للإنتظار، حيث الجنين يتمنى البقاء، في بطن أمه حتى ولو قتلت، وحيث تمائم الأطفال وأساور الصبايا، تصنع من بقايا الإحتراق..

في هذا الوطن العجيب؛ نجد بلا إستغراب؛ أن المتخمة جيوبهم سحتا يشكون فقراً، وينادون على قارعة البرلمان؛ هل من مزيد؟! وحين يتفق الساسة على مكاسبهم؛ فيرفعون أنخاب الإتفاق، وهم يتلون سورة العصر، لأنهم يعلمون أنهم "لفي خسر"!.

العراقيون مؤمنون بشكل لا رجعة عنه؛ أن الليل لحاف للفقراء، فيلملم الناس أجسادهم ليلا؛ من الخوف والموت والضياع الآتي بالنهار؛ ولذلك فإن مع كل هذا الذي نحن فيه، فإن أمالنا تكبر وتكبر، حتى تحولت الى قصة بعمر الزمان، قصة صيرناها إعتقادا وعقيدة، لأن الأسى ماعاد قنديلا نفتح به بوابات الكلام.

حيث ذلك كله ينادي العراقيين؛ أين الطلعة البهية، والغرة الحميدة، لمنقذ البشرية، سيدي مهدي الأمة أبا صالح؟ فقد طال الغياب، وأعيانا الأنتظار وفي نفوسنا إنكسار..سيدي؛ نحن متهيأون لمقدمك، فعجل بالظهور لأجل كل الحيثيات التي ذكرتها، آنفا والتي لدى غيري في كل بقعة من وطني.

كلام قبل السلام: أسمع في عتمة الزمان، فتى يقول؛ ليس ذنبي إلا أني وهبت صوتي، قنطرة لعابر فداسها..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك