المقالات

النازحون وشبح الموت !

1968 2019-04-07

رسل السراي

 

غادروا مدنهم وقراهم إلى المجهول؛ بعد أن حاصرهم شبح الموت من كل جانب، هذا هو حال النازحين العراقيين، بعد أن شهد العراق منذ عام 2014، فترة دخول التنظيم الإرهابي "الداعشي"، وفرض سيطرته على محافظة الموصل، الأنبار، تكريت، ديالى، جنوب كركوك وبعض مناطق حزام بغداد، ومناطق رئيسية في شمال العراق، والتي شهدت هذه المحافظات صراعاً عسكرياً كبيراً .

أقتحم تنظيم داعش الإرهابي؛ مدناً كثيرة وصادر بيوتاً، لمواطنين هربوا من بطش هذه العصابات وتعرضوا لشتى أنواع القتل والتعذيب والتحرش، والتفريق بين عوائلهم وفقدان بيوتهم ووظائفهم وممتلكاتهم، فخرجوا من محل سكناهم؛ في رحلة مليئة بمشاهد الموت والخوف والرعب والمشقة؛ في سبيل إنقاذ أطفالهم والنجاة من الموت .

هربت هذه العوائل من عصابات داعش؛ لأجل التخلص من رعبهم؛ إلا أنهم وصلوا إلى معاناة أكبر؛ معاناة المخيمات والحصول على متطلبات الحياة اليوم، فأغلب المخيمات المنتشرة في العراق كمخيمات "حسن شامي ومخيمات الجدعة و القيارة و الصقلاوية و اليوسفية" وغيرها الكثير من المخيمات، تعاني ذات الوضع المأساوي؛ فالنازحون يعيشون اليوم ظروفاً غاية في التعقيد؛ من فقدان الرعاية الصحية والخدمات الأساسية؛ إلى الطعام وفرص العمل، فهم يسكنون في مخيمات لا تتوفر فيها أبسط مقومات العيش .

إضافة إلى ذلك إنتشار القوارض والعقارب، والأفاعي السامة في مخيماتهم، وكذلك مخاطر إحتراق الخيام؛ التي كان آخرها في مخيم (بهار تازة)، شمالي بعقوبة في حادث ذهب ضحيته 6أطفال، ومع ذلك توجد مساعدات بما تبذله الجهات الرسمية والدينية والأهلية، ومحاولة توفير الحد الأدنى من إحتياجاتهم الأساسية .

ألا أن المساعدات المتقدمة لهم؛ لا تزال دون المستوى المطلوب توفيره لتلك الآلاف من العوائل والنساء والأطفال، فهم عبارة عن جمع كبير من الناس؛ الذين تقطعت بهم سبل الحياة وأضحوا بين ليلة وضحاها؛ أناساً لا قيمة لهم ولا يشكلون ألا أرقاماً؛ عند الحكومة والمجتمع والمنظمات الإنسانية .

لذلك يجب على الحكومة والجهات المعنية؛ وخصوصاً وزارة الهجرة والمهجرين الإهتمام بموضوع النازحين، والمخيمات التي يعيشون داخلها وتوفير متطلبات ووسائل العيش الكريم، وكافة الخدمات الأخرى، علما أن أوضاعهم ينبغي التعامل معها، لا على أساس كونها طارئة؛ بل هم يستحقون من الجهات المعنية مراعاة أكثر؛ للتقليل من معاناتهم وفقدانهم لبيوتهم ومدارسهم وممتلكاتهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك