المقالات

بوس عمك بوس خالك..!

2087 2019-03-02

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

يضربنا هذه الأيام، سيل عرمرم من أحاديث المصالحة، والتسوية والمصالحة المجتمعية، وتنشط ملتقيات تنفذها جهات تحمل عناوين وطنية فضفاضة، تحت عنوان السلم المجتمعي، وبديهي ان مثل هكذا أنشطة، تحتاج الى نفقات وكيس مال مفتوح، فما الذي حدث، وكيف ولماذا؟!

في هذا الصدد؛ دعونا نعالج الأمر، من زاوية التوصل الى مفهوم يستسيغه العقل؛ للمصالحة الوطنية التي هي العنوان الجامع، لكل الأنشطة والفعاليات التي تقارب موضوع البحث.

مثلما تتذكرون؛ فإن الحاجة للسير في طريق المصالحة الوطنية، نشأت عقب الهزة الطائفية العنيفة، التي اعقبت تفجير ضريح الإمامين العسكريين"ع"، قبل قرابة عقد من الزمان،  وتداعيات العنف الطائفي والتهجير التي أعقبتها.

في هذا المسار؛ تم تقديم تنازلات كبرى من الدولة، ومعها القوى السياسية المنخرطة في العملية السياسية، الى الأطراف الرافضة لها، وتشكلت آنذاك مؤسسات؛ تعنى بالمصالحة وبعناوين متعددة، معظمها لا تستند الى أساس دستوري، لكن في نهاية المطاف؛ حصلت قناعة أن المصالحة ضرورة لحقن دم العراقيين، وأن ثمنا باهضا يتعين دفعه للمضي في طريقها.

يتمثل هذا الثمن بأن يقبل الضحية، بأن يرى قاتله حرا طليقا، معززا مكرما يتلمض بدماء ضحاياه، فيما يبقى الضحايا يتشحطون بدمائهم.

 بالمقابل؛ فإن الشعب المجروح المنكوب بمزيد من الآلام، لا يمكنه أن ينظر الى قاتليه بنفس الأريحية، التي يتفاعل بموجبها الساسة مع الموضوع.

 إذ وبالنسبة لعامة الشعب، لا معنى لإطلاق سراح من ثبت تورطه في الدم العراقي، ومن غير المفهوم وجود مناطق بعينها، مغلقة على أبناء مكون معين، لا يمكن لغيرهم من العراقيين دخولها، لأن من يدخلها لن يكون بإمكانه أن يخرج منها، كما حصل في الرحالية قبل أيام، لسواق الشاحنات الـ 17.

الشعب لا يستطيع أيضا؛ تفهم إفلات من رفع السلاح بوجهه من العدالة،  والمنطق يقول أن لا مهادنة مع حمَلة السلاح، إذ ما من حامل سلاح لم يتورط في الدم.

تصبح المصالحة مفهوما إنطلائيا، يأتي بنتائج عكسية على معظم المستهدفين بها، فكثير منهم فهموا رسالة المصالحة؛ فهما ذا دلالة سلبية، فقد ضنوا أن الشعب والدولة ضعيفان، وليسا قادرين على النيل منهم، بل وذهبوا مدى أبعد، تحت زيف مشاعر القوة الكاذب’، بأنهم أقوى من الدولة، وأن الدولة تخافهم، ولذلك شكلوا جيوشا مليشياوية تقاتل الدولة والشعب، ومنها جيش "داعش" الذي لا نشك لحظة واحدة، ان كثير من ساسة المكون الذي انتج "داعش"، يعتبرونه ميليشيتهم المدافعة عنهم!

المزاج العام اليوم في شأن المصالحة؛ وصل سريعاً إلى نقيض المزاج السابق، والحاجة ماسة؛ الى عقوبات رادعة للإرهاب وحواضنه، خصوصا في مناطق حزام بغداد التي تعج بالإرهابيين، وعلى المدى البعيد، فإن المصالحة الهشّة لن تعود بخير على العراقيين، إن لم تعقبها حلول جذرية، وإجابات عن كل المسائل العالقة.

كلام قبل السلام: المطلوب أن يكون للمصالحة أنياب وقرون، تقارع بها ثيران الإرهاب الأعمى..وليس بوس عمك بوس خالك..!

سلام...                                           

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك