المقالات

في هذا الشارع أفضل الحكومات!


سعد الزيدي

 

منذ عدة أشهر انتهت عملية الاقتراع لانتخاب أعضاء مجلس النواب لدورته الحالية، وبدأ التفتيش عن أفضل الحكومات في التجارب الحكومية، في المنطقة العربية أو الشرق الأوسط، ودول العالم الثالث وحتى  العالم بأسره، لتقليدها في تشكيل حكومتنا المقبلة، والسبب حكومة الشراكة الوطنية( حكومة المحاصصة ) غير الموفقة، فطرح من طرح مشروع حكومة الأغلبية السياسية، وتم تنفيذ بعض حلقات هذا المشروع  قبل وخلال الانتخابات.

فقد جرت ممارسات مفتعلة، لتخويف الناخب أو ترغيبه بما يعوزه، في مكونات حياته الأساسية لصالح قائمة محددة، والمساعدة في تكوين قوائم الظل الصغيرة، وبالتالي التحالف معها لاحقا،للظهور بمظهر حكومة المكونات في الأغلبية السياسية.

 في الوقت الراهن؛ لم يكن التفتيش عن تجربة ناجحة في زوايا العالم مجديا، ومشروع حكومة الأغلبية،  يحمل معه فيروسات قاتلة، لأنه قفز على الواقع.

لو أخذنا بقول القائل (إن أفضل الحكومات الواقعية هي التي نجحت في تنفيذ برنامجها الحكومي الذي حضي بقبول مجلس النواب)، ولأجل تشكل فريق حكومي ينجح في مهامه بمساعدة برلمان يعي مسؤولياته، فمن المؤكد بأنه لا يأتي من استنساخ تجارب الآخرين، إذن لا موجب للجدال البيزنطي من خلال الفضائيات وتقديم البراهين على أفضلية التجربة (س أو ص ) في الدولة العلانية أو الإقليم الفلاني أو القارة الأوربية أو الأمريكية.

ويبقى الأفضل هو( حكومة المواصفة العراقية)، فقد قال الحكماء (أهل مكة أدرا بشعابها).

يذكر أن أحد شوارع مدينة باريس، كان يزدحم بمحلات الخياطة، فبادر احدهم للدعاية وعلق يافطة تقول: بأنه أفضل خياط في باريس، وعند مشاهداتها من قبل الآخرين، كتب زميله المجاور يافطة تقول بأنه أفضل خياط في فرنسا، ثم جاء دور الثالث فكتب أفضل خياط في أوربا، وأما الرابع فكتب بأنه أفضل خياط في العالم، وعندما أراد الخياط الخامس أن يقلدهم، فلم يجد بدا من كتابة: أفضل خياط في هذا الشارع!

أن الأفضل لم نجده إلا في الشارع العراقي والسبب منطقي هو إن المجتمعات والأوطان لا تُستنسخ فلا وجود للعراق هناك، ولو وجدنا  مشابهات من حيث تعدد المكونات وأسس التعددية يبقى مفردات التاريخ وزوايا الطبيعة و تراكمات السنون التي كونت سيكولوجية الشخصية العراقية، أن النظرية التي تُسير دفة الحكم هنا وهناك هي من صنع الإنسان نفسه أي نسبية والحكومة المثالية غير موجودة في عالم اليوم ولم تكن موجودة في مخيلة أفلاطون أو أرسطو.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك