المقالات

بعض من ثقافة الدواعش..!

2606 2019-02-08

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

انقل لكم وصفا لواقعة صغيرة بالتفاصيل؛ قصيرة ببلكنها تفضح نفاق من صفقوا للدواعش واحتضنوهم، وتكشف ايضا عن عمق وتمكن ثقافة الدواعش؛ في واقع مجتمعي يتعين قراءته بإمعان، لنعرف ما يتوجب علينا فعله في قادم الأيام.

مرت عائلة حررها الحشد الشعبي غرب الموصل، من أمام سيطرة للتدقيق الأمني والتفتيش، وبشكل عفوي رفع طفل من أطفال العائلة، لا يتجاوز الخامسة من عمره؛ أصبعا واحدا من أصابع يده البريئة، كتعبير عن الانتصار حسب ثقافة الدواعش..تلافت الام التي كانت تحتضن الطفل الموقف، برفع اصبعه الثاني لترسم علامة النصر المعروفة..!

يكشف هذا عن أننا إزاء جيل بل أجيال؛  تشبعت عقولهم بثقافة القتل والارهاب؛ وأن علينا أن نتعامل بمسؤولية،  مع حقيقة أننا نستطيع تحرير الارض من داعش؛ ولكن سيعقب ذلك سؤال كبير؛ هو هل أننا نمتلك الارادة والرغبة، لتحرير التراث والانسان؛ من ثقافة الدواعش؟!

محاربة داعش عسكريا فقط لن تقضي على هذا التنظيم القروأوسطي، بل يتعين وبكل مقاييس الضرورة؛ وبدرجة اكثر أهمية؛ أن ترافق المعركة العسكرية، معارك أكبر وأكثر ضراوة؛ هدفها محاربة الثقافة الداعشية السوداء، المتمددة بلا حدود، في عالمنا الإسلامي والعربي، تلك الثقافة الوسخة التي يجسدها العقل المخرف المريض؛ المنتشر في منازل ومدارس، ومؤسسات وحارات وجوامع؛ المكون الذي أنتج وأحتضن الثقافة الداعشية، طيلة خمسة عشر قرنا.  

ونحن على أعتاب إنتصار عسكري؛ في فصل من فصول المعركة مع دواعش اليوم، علينا أن نقبل حقيقة انه؛ لن يكتب لأي إنتصار عسكري الدوام والثبات، طالما أن الثقافة التي تدعي انها هي الفرقة الناجية، وان كل الاخرين انجاس كفار مجرمين اعداء الله، ماتزال مستحكمة في عقول القوم، بل يعدونها الركن الأساسي في منظومتهم الإيمانية.

ثقافة دواعش اليوم؛ التي تدعي انها تمتلك الحقيقة ومعها مفاتيح الجنة، هي إمتداد طبيعي لثقافة دواعش الماضي، ولذلك ترى هذه الثقافة الظلامية؛ أن العودة للماضي هو الخلاص، وأن الماضي بكل تفاصيله؛ هو مفتاح المستقبل؛ "أصحابي كالنجوم أيهم أقتديتم إهتديتم"..مع أن فيهم الفاسق عبد الله بن أبي، والطريد مروان بن الحكم، والفاجر "الخليفة"؛ يزيد بن "كاتب الوحي" و"خال المؤمنين" معاوية.

ثقافة الوهابيين الدواعش تُنَشيء الفرد تكفيريا، على كتب الوهابية وإبن تيمية؛ وكتب دعاتهم عبر الاجيال، التى جعلت من تكفير وقتل وذبح الاخر؛ طريقا لرضى الله ونيل الجنة والحوريات؛ هنا مربط الفرس وهذا هو مصنع تفريخ الدواعش.

يقول الداعية الوهابي السعودي صالح جرمان الرويلي، وهو يحرض الأتباع الى ما يسمونه بـ"الجهاد" في العراق والشام، متحدثا عن ما سيناله "الشهيد"، من جوائز في الجنة الموعودة: أول عناق لك في الجنة مع حوريتك، سيطول سبعين سنة، وبين كل عناق وعناق ستشرب قارورة من خمر الجنة، والقارورة في مقياسنا الحالي تساوي "تنكر"...!

كلام قبل السلام: هذه جنة أم ملهى ليلي؟!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك