المقالات

الحكيم وحل الدولتين، الخطوة الأولى للتطبيع مع إسرائيل!

2646 2019-01-05

ضياء المحسن


تعد قضية فلسطين القضية الأساسية للعرب من المحيط الى الخليج، وعندما نقول أنها القضية الأساسية للعرب فإننا نقصد هنا الجماهير العربية، وليس حكام هذه الدول الذين يتسابقون في الخفاء والعلن لإسترضاء الكيان الصهيوني المحتلة للأرض الفلسطينية منذ عام 1948.
لقد كانت هناك محاولات من قبل الحكام العرب للدخول في حروب مع الكيان الصهيوني، من أجل الدخول في مفاوضات معه لتطبيع علاقات هذه الدول مع الكيان الصهيوني، وقد نجحت مصر في ذلك، كما نجحت قبلها دول أخرى دخلت في علاقات مع هذا الكيان دون حروب.
الملاحظ أن خطوات التطبيع تبدأ في العادة عن طريق العلاقات الإقتصادية، وهو ما حاول يفعله نظام صدام في ثمانينيات القرن الماضي عن طريق سفراءه في دول العالم، لكن كانت هذه المحاولات تفشل لسبب او لأخر، لعدم ثقة الولايات المتحدة بنظام صدام؛ كونه كان يحاول التملص من العقوبات الإقتصادية المفروضة عليه من قبل الأمم المتحدة بحسب زعمهم، حتى أن وزير خارجية النظام طارق عزيز في حديثه لمسؤولين فرنسيين بأنه ((ليس هناك نزاع اقليمي للعراق مع «اسرائيل»، وفي الشأن الفلسطيني يؤكد عزيز أن أية تسوية يقبل بها الفلسطينيون ستحظى بالدعم العراقي)).
هذا الأمر يمكن أن نقبل به من قبل هؤلاء، بسبب تسلطهم على رقاب الشعب، وحكمهم له بالنار والحديد، لكن في زمن الديمقراطية التي نحن فيها بعد عام 2003، ليس من حق الحكومة أو أي وزير أن يتصرف إلا وفقا لما يريده الشعب، وأي تصرف خلافا لذلك فإن من حق ممثلي الشعب المنتخبين أن يطالبوا بإقالة أي مسؤول يتصرف عكس هذه الإرادة، وقد يتطلب الأمر إحالة المسؤول عن ذلك للمحاكم المختصة بتهمة بيع القضية الأساسية للشعب.
وزير الخارجية يمثل وجهة نظر الحكومة في المنابر الدولية التي يحضر إجتماعاتها ممثلا للعراق، وعند لقاءه رؤساء الدول التي يزورها لطرح وجهة نظر العراق فيما يجري من أحداث على الساحة الإقليمية والدولية، لكن الملاحظ أن وزير الخارجية العراقية تجاوز هذا كله عندما صرح علانية بأن ((العراق يؤمن بحل الدولتين لإنهاء الأزمة الفلسطينية مع إسرائيل))
ونحن هنا من حقنا أن نسأل رئيس الحكومة عن موقفه من هذا التصريح الخطير، وماذا فعل لوزير خارجيته عندما صرح بهذا التصريح، وهل يكتفي مجلس النواب باستجواب وزير الخارجية وإقالته فيما لو لم يقتنع المجلس بإجاباته.
إن التهاون في هذا الموضوع الخطير يعد مقدمة للتهاون في مسائل أخطر من ذلك، فقد يأتي يوم نسمع فيه (أن العراق ليست لديه حدود مع إسرائيل، ومن ثم لا جدوى من معاداتها، وعليه كخطوة أولى يتم تطبيع العلاقات الإقتصادية معها)، وفي هذه الحالة نجد البضائع الإسرائيلية تُغرق الأسواق العراقية، والنفط العراقي يتم بيعه لإسرائيل بأسعار مخفضة، فقط لكي ترضى إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة عن ساستنا.
هل هذا هو المطلوب؟ أم ماذا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك