المقالات

2019 الإبحار بقارب بلا مجاذيف..!

1587 2019-01-01

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

 

ثمة من يعتقد أن الأجيال تقاس بالأَعمار، لكن واقع الحال ليس هكذا، فالأجيال تقاس بالمهام والهموم، وبالمشكلات والمعضلات، ويحسب بعضهم جيلنا نحن الذين تجاوزوا الستين، بأنه جيل السعداء، وهؤلاء يرونه جيلا بلا هموم لأن آماله كانت بسيطة، لكنه بالحقيقة يستحق أن يوصف بأنه جيل الحسرات!

جيلنا سادتي كان يساق كالنعاج، الى مطاحن الحروب العبثية، وكان آباؤنا بلا حول أو قوة، بعضهم؛ لكن بعضهم وبعضنا "فقط"، لم يستسلموا للحسرات، فقد كافحوا وكافحنا، ونافحوا ونافحنا، وقاوموا وقاومنا، وقُتلوا وقُتلنا، وسُجنوا وسُجنا، ثم عُذبوا وعُذبنا، وشُردوا وشُردنا، لكنهم كانوا آباؤنا الذين خلفونا!

بعضهم؛ وبعضهم وبعضنا "فقط"، كان على وعي متقدم لوظيفة الدم، فقدنا الدم بلا ندم..بعضهم وبعضنا "فقط" كان يفهم، أن عقارب التاريخ لن تعود إلى زمن، ظن كثيرون أنه مضى، وكان علينا أن نحرك عقارب التاريخ، أذا توقفت بسبب ما.

ذاك جيل كان يسمي ذلك "تكليفا شرعيا"، وآخرين يسمونه "واجبا وطنيا"، وغيرهم يسمونه رفضا للظلم والطغيان؛ لكنها  كلها أسباب صنعتنا، نحن جيل الإضرابات والانتفاضات، أمام انسداد الآفاق وهيمنة الطغاة، والاستمرار في سياسة الإقصاء والتهميش، فبتنا جيل لا يستسيغ أن يعيش؛ إلا في كنف الحرية والكرامة، والعيش مرفوعي الهام.

نحن جيل عاش فيما سُمي بالعراق العظيم، لكن من سمى العراق بـ "العراق العظيم" كان خبيث  جدا؛ إذ كان يؤسس لشيء من الفهم مقلوب!

 العراق ليس عظيما بذاته، فلا قيمة للجغرافيا والتضاريس، والعظمة للعراقيين وليس لجغرافية العراق، وهم عظماء؛ لأنهم عمروا حضارة شغلت ثلثي التاريخ البشري، تلك الحضارة التي لم يتبق لنا منها؛ إلا أحجار نهبها المستكشفون، وتبعهم بالنهب المنظم (أرشد ياسين) نسيب الطاغية صدام، فباعها لهواة الآثار بأثمان بخسة، غطت تكاليف قناني الويسكي، وحفلات (الكاولية) التي كان مغرما بها، ثم أجهزت عساكر الإحتلال الأمريكي؛ على البقية الباقية، فأقتلعوا ما تبقى من أحجار بابل وأور وآشور؛ وأحالوها حطاما.

العراقيون عظماء؛ لأنهم قبلوا العيش في هذا الوطن وقبلوا ما فيه، وهم عظماء لأنهم تحملوا جور الطغاة ونزقهم، فمنذ عشرة آلاف سنة على الأقل، لم يحكم العراق سوى حاكم عادل واحد؛ هو علي بن أبي طالب عليه السلام.

كلام قبل السلام: العراقيون عظماء أيضا؛ لأنهم منذ ستة عشر سنة ، يعرفون أن حكامهم الجدد، يبحرون بهم في قارب بلا مجاذيف، ومع ذلك ركبوا معهم موج البحر وخضمه، وصيروا أياديهم التعبة من جور السنين مجاذيف، فيما نكرات ومزورين جلسوا في مقدمة القارب، وتركوا الشعب يصنع عظمته بيده!

 

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك