المقالات

العراق ليس ملك ابيكم يا سياسين 


محمد كاظم خضير 
حال السياسيين الغفلة العراقيين مع هذا البلد، يشبه تماماً كملك ابيه » يتصرّف فيها كما يشاء وكما يحلو له بلا رقيب ولا حسيب. كيف لا وهي ملكٌ من أملاكه الخاصة، ورثها عن آبائه، ويعمل بدوره جاهداً على توريثها لأولاده من بعده، وهلم جرا. هل في هذا التشبيه افتئات على الواقع الذي نحيا فيه منذ عقود طويلة؟ هل من وصف أحسن من تلك العبارة، يمكنه أن يُلخّص بضربة واحدة أوضاعنا الماضية والحاضرة والمستقبلية كذلك، على كافة الصُعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية؟ من منّا يشعر حقاً بأنّه يعيش في بلد تحكمه دولة حقيقية ويخضع إلى نظام واضح وقانون فعلي؟ أين شركات استطلاعات الرأي؟ لماذا تغيب عن طرح هذه الأسئلة المصيرية على الناس في الوقت التي تتكاثر فيه كالذباب قبيل الانتخابات، وهي تعلم جيداً أن لا شيء جديداً يعني مصالح المواطنين سوف ينتج عنها. 
من منّا يثق بأنّ الأيام المقبلة ستحمل إليه ولو بعضاً من أمنياته القليلة، بدل أن يخشى من قدومها وأن يستعيذ من شرورها؟ أين وعود الانتخابات الساخنة؟؟ وأين شعارات الاصلاح العتيد ومعاركه الهوليودية، في مهرجانات الهواء الطلق وعلى المنابر وشاشات التلفاز المعلّبة؟ أين الحكومة الموعودة التي ستقتلع بقدرة قادر الفساد من جذوره، والتي ستأخذ بيد العراقية المُحبَط إلى الأمن والأمان والرخاء، كي تُعيد له ثقته بوطنه، وتجعله يفكّر ألف مرة قبل أن يحزم حقائب الهجرة؟ 
هل أصبحنا خارج خريطة الدول بالمعنى الحقيقي للكلمة، وتحولنا إلى « ملك خاص لهم » يتحكّم بها أفراد قليلون، فيما باقي الناس ليسوا سوى مجرد خدم فيها؟! نخشى أن تكون هذه هي الحقيقة الأكثر سطوعاً وسط هذا الظلام العراق الكثيف!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك