المقالات

بين العنف والرفق ..... النهضة الثقافية

2276 2018-12-19

 

ليث كريم


تتعدد اشكال العنف في مجتمعنا بين الجسدي و اللفظي وغيرها , وما لهذه الظاهرة من دور سلبي في الحياة الاجتماعية , وتعطيل عجله التقدم , وتشتيت للطاقات , كما ان تنامي هذه الظاهرة بالشكل مرعب الذي وصل الى الحد الذي لا يمكن ان نغفل عنه , فما هي اسبابه وطرق معالجته ؟ وهل تستطيع مؤسسات الدوله لوحدها معالجه هذا الوباء الفتاك ام ان المعالجه مسؤولية الجميع ؟ .
العنف بصورة عامه هو كل سلوك يؤدي الى الاذى بالآخرين , جزء منه موروث من التعصب الطائفي والقبلي , والجزء الاخر انعكاس لتفاعلات الذات البشرية مع والظروف , كتراكمُ الشعور بالإحباطِ ، وتدنّي مستوى ثقة الفرد بنفسه وعجزُ الفردِ عن مواجهةِ مشاكِله وحلِّها والتخلُّص منها , كذلك نزعةُ التحرُّرِ من السُّلطة والرغبة في الاستقلالية وتحمّل المسؤوليَّة , وضعف مهارات التواصل وبناء العلاقات ألاجتماعية , واضطرابات الشخصيّة الانفعالية والنفسيَّة , كذلك عقدة النَّقصِ والشعورِ بالحرمانِ العاطفي والفشل , والبُعدُ عن الله تعالى , وإدمانُ المخدِّرات , والانانيَّةُ و الكبر وعدمُ القدرة على ضبط الدوافع العدوانيَّة , و يبرُزُ دورُ الإعلامِ في تنميَةِ ظاهرةِ العنف وتفشِّيها نتيجةَ الظُّهورِ المتكرِّر لمشاهد العنفِ بأنواعه وترويجها عبر البرامج التلفزيونيَّةِ والأعمالِ السينمائية كنوعٍ من الإثارةِ والتَّسلية ، لتظهر انعكاساتُ هذه المشاهدِ في شخصيَّاتِ المُراهقينَ و سلوكياتهم ؛ إذ تتشرَبُ أفكارهم مثلَ هذه المشاهد ، وتُصبحَ واقعاً في حياتهم ألعملية , ومن مَظاهرِ الإعلام المسبة للعنف , المُبالَغةُ في تصويرِ العنفِ كَسلوكٍ مثيرٍ و مَقبول ، وترويج المجرمينَ كأفرادٍ خارقين يقومون بعمليَّاتٍ بطوليَّةٍ , كما ان تكرارُ ظهورِ العنف في الدراما والبرامج الإعلاميَّة يَنزعُ منهُ طابع الخطورةِ و الأذى ، ليصبحَ على المدى الطويل وسيلةً مقبولةً لدى الأفراد لمُواجهة المواقف والصّراعات ، وتقليد السُّلوكِ وانتشارِ الجريمة , كما ان انتشار بعض الالعاب الالكترونية المشجعه للعنف زاد من سعير هذه الظاهرة بشكل كبير وتفاقمها , هذه الانعكاسات تسري كالنار من تحت الرماد , ومع اي خلاف شخصي او ترويج لحاله طائفيه او قبليه تتفجر جميع هذه الطاقات السلبيه مخلفتا دمار كبير و ازهاق للأنفس .
وقد تجرع للعراق النصيب الاكبر من هذا السقم بسب الحروب الطويلة و ما ترتب عليها من حالات تشتت للأسر , و زيادة نسب الفقر والبطالة وغيرها , هذا التأزم وارتفاع حده التوتر في المجتمع العراقي منح الفرصه لكل المتربصين من اعداء هذا الشعب لإشعال النار الطائفية وتضخيمها اعلاميا , فكلفت العراق وشعبه ما لا يعوض من الخسائر البشرية والمادية .
كذلك هو العنف القبلي في العراق فقد تفاقم الى حد كبير بفعل بعض مفاهيم الجاهليه وتهاون السلطة عن ردع المتمردين على النظام , وما له من اضرار على الحياة العامه , فقد تسبب بمقتل عدد كبير من الابرياء , بالإضافة الى دمار هائل في الممتلكات , كما تسبب بهروب عدد كبير من الشركات الاستثمارية و الغاء عقودها .
ولانغفل العنف الاسري فالأطفال والنساء من اكثر ضحايا ه في المجتمع العراقي برغم حملات التوعية والنشاطات لبعض المؤسسات الغير حكوميه .
واقعا لا يمكن معالجه هذه الظاهرة الخطره في المجتمع بالتجربة و الخطأ , وإنما بالاستفادة من تجارب الدول التي نجحت نجاح كبير في القضاء على هذه الظاهرة مثل فرنسا , والتي اعتمدت بشكل كبير على المؤسسات المجتمع المدني في التوعية الثقافيه , وأقامه المنتديات والندوات للقضاء على العنف , كذالك اشاعه اجواء المحبه بين افراد المجتمع من خلال زرع روح الاخاء في المناهج التعليمية , والحزم في مواجه العابثين في الامن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك