المقالات

عادل عبد المهدي، والخانق الضيق

2192 2018-12-06

 ضياء المحسن


إنتهت الإنتخابات النيابية في العراق الى ما انتهت إليه، ومع ما لدينا عليها من تحفظات لم يحن الوقت لقولها لأسباب نجد أنها موضوعية، تتعلق بنفس الشارع مع او ضد مما نقول، وكان الأمل يحدو جميع العراقيين والمتابعين للشأن العراقي، بان تسمو الكتل السياسية حول متبنياتها وخططها الخاصة بكتلها، والتي تتجاهل فيها مصلحة البلد، وتقدم المصلحة العامة على المصالح الخاصة لهذه الكتل.
إبتدأت مرحلة تشكيل الحكومة بالتصويت على رئيس مجلس النواب، وبعده رئيس الجمهورية، وهنا كانت الضربة الأولى لمواد الدستور، عندما قام رئيس الجمهورية بتسمية رئيس الوزراء القادم دون تحديد من هي الكتلة الأكبر (مع أن ذلك ليست من مهامه، لكنه وبحسب الدستور الذي يصفه بأنه حامي للدستور، كان يجب أن يراعي هذه النقطة) التي قد تسبب مشاكل كثيرة.
كان المفترض أن ينتهي رئيس الحكومة من تشكيل الحكومة، ليلتفت الى تنفيذ فقرات برنامجه الحكومي الذي تعهد بتنفيذه امام نواب الشعب، المشكلة التي واجهته هي إعتراض كتل سياسية على بعض المرشحين، لإعتبارات سياسية ضيقة، لم تراع فيها المصلحة العامة، بل كان د القاسم المشترك هذه الإعتراضات هي المصالح الشخصية الضيقة، خاصة وأن بعض الشخصيات التي تم الإعتراض عليها؛ كان منضوي تحت عباءة هذه الكتل، وشخصيات كان لها موقف مشهود أثناء الحرب مع داعش الإرهابي.
الخلافات التي طفت على السطح بين تحالفي الفتح وسائرون تحديدا، تقدم مناقشة مسألة (الحرب الشيعية- الشيعية) على طاولة النقاش؛ إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار أن كلا التحالفين لديهما أذرع عسكرية مدججة بالسلاح، وهو الأمر الذي يعيد الى الأذهان نظرية المؤامرة التي قد يستغلها الأعداء في الدفع باتجاه هذه الحرب، مستغلين عدم وجود رؤية واضحة لدى بعض قواعد هذين التحالفين حول ما يتم تخطيطه على الحدود الجنوبية لهذا البلد.
رئيس الوزراء بيده مفتاح حل المشكلة خاصة مع وقوف الشعب وراءه وكذلك قبول المرجعية له (ولو ضمنيا)، فالشعب يريد التخلص من أغلب الأحزاب المتسيدة على مقاعد مجلس النواب، والدليل ان نسبة المشاركة في الإنتخابات النيابية لم يتجاوز 19% في أفضل الحالات، ومع حالات التزوير وحرق لصناديق الإقتراع وأجهزة كثيرة تخص العملية الإنتخابية، هذا يطرح مسالة جديرة بالإنتباه وهي أن السيد عبد المهدي بإمكانه المضي في طرح باقي تشكيلته الوزارية؛ وبالتالي فمن حق الكتل الرافضة أن تبقى على موقفها، وفي حالة التصويت لصالح المرشح فإنه سيكون وزيرا وإلا يجب على رئيس الوزراء إستبداله بشخصية أخرى، أليست هذه هي الديمقراطية التي يتشدق بها بعض سياسيوا الصدفة.
أما التعكز على إثارة البلبلة في الشارع فهذا أمر مرفوض جملة وتفصيلا، ذلك لأننا نعلم أن الكتل السياسية لديها جماهير أيضا، وفي حالة وقوع المحذور منه فإن هذا يعني حصول إقتتال شيعي – شيعي لن تستفيد منه الكتل التي تحاول لَيْ أذرع الكتل السياسية المنافسة لها.

     
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك