المقالات

من الذي سينزل ترامب عن الشجرة ؟؟!

1811 2018-11-05

حيدر السراي


من خارج المؤسسة السياسية اتى سمسار العقارات وادخل نفسه في لعبة معقدة للغاية ، وتربع على عرش الدولة التي ترسم السياسة والاقتصاد بعمق ودقة ، لا يفقه من السياسة شيئا ولا يدرك الابعاد المختلفة للقرارات التي يتخذها ، محدود الافق ، تحولت الولايات المتحده في عهده الى مدعاة للسخرية والتهكم في مختلف المحافل.
لترامب يعود الفضل الاكبر فهو من كشف الوجه الحقيقي لامريكا من خلال صراحته ووضوحه ، وهو من اخرج طبيعة العلاقات الامريكية السعودية الى العلن ، فالرجل لا يعرف اللف والدوران ، وهي سمة حسنة ، لكنها في السياسة ، كارثة لا تحمد عقباها وخصوصا لبلد مثل امريكا 
وقد اضطرت الادارة الامريكية مرارا الى انزال ترامب من الشجرة عندما يتهور ويتحدث بما لا يفقه ، لكن بعض الاشجار التي يتسلقها ترامب يصعب النزول منها خصوصا ان كان الثمن هو اراقة ماء وجه امريكا وزوال هيبتها بين الدول والشعوب.
كان من الواضح ان ترامب يعتقد بأن من سبقه لم يبذلوا الجهد الكافي لاضعاف ايران وارغامها على الخضوع ، ولذلك افترض بأنه بعقوباته التي لم تجد اذانا صاغية سيتمكن من اخضاع ايران ، هل كان ترامب ساذجا ام انه لا يقرأ التاريخ ؟؟ فايران منذ عام 1979 وهي تخضع لحصار وعقوبات بصورة شبه مستمرة ، وهو ما جعل منها بلدا مكتفيا ذاتيا ومتكيفا مع مختلف الضغوط المالية والاقتصادية ، فما هو الجديد الذي يمكن ان يفعله ترامب ، اعلن بأنه بعد يوم 5/11/2018 ستكون الصادرات الايرانية من النفط صفر ، وبينما كان قادة العالم يتهامسون ساخرين من تصريحاته ، كان الوقت يمضي وهو عاجز عن تطبيق هذا الشرط ، حتى اضطر اخيرا ليستثني ثمانية دول من هذه العقوبات حفاظا على ماء وجهه ، خدعة مفضوحة فاغلب الدول التي استثناها ترامب لم تكن لتطبق هذه العقوبات وهي قد اعلنت استمرارها في شراء النفط الايراني ، ومع هذا الاستثناء ستكون ايران قادرة على تصدير ما لا يقل عن مليوني برميل نفط يوميا وباسعار اعلى لان سعر النفط لا شك انه سيرتفع مع هذه العقوبات ، وبذلك لن يكون هناك اي تأثير هام لهذه العقوبات وبذلك ايضا يكون ترامب قد خسر فعليا هذه الجولة ، اما عن باقي محاور هذه العقوبات فلن يكون تأثيرها مهما مقارنة بتأثير القطاع النفطي.
هل ستتمكن الادارة الامريكية من انزال ترامب من الشجرة ، ولو تمكنت هذه المرة بثمن كبير جدا فكيف ستتمكن من انزاله في المرة القادمة.
وعندما يستنفذ ترامب كل اوراقه الاقتصادية ، هل سيتسلق في المرة القادمة شجرة الحرب ، ويهدد ايران بضربة عسكرية ، وكيف سينزلونه من تلك الشجرة ، فكل المعطيات السياسية والعسكرية تجعل امريكا في وضع لا يسمح لها بخوض حرب عسكرية مفتوحة .
نشفق كثيرا على مستشاري ترامب متسلق الاشجار واعضاء ادارته ايضا ، فهو يشبه طفلا مشاكسا يتسلق الاشجار ثم يطلب من الاخرين انزاله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك