المقالات

العراقيون ومهمة بناء "دولة" وليس"نظاما..!

1788 2018-10-16

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

لابد من التأكيد بان الانهيارات الكبرى، لأنظمة شمولية كالذي حصل في بلادنا، والتي جرت بأدوات خارجية، لم تكن لتحصل لو لم تنضجها ظروف داخلية، في مقدمتها انتهاء (صلاحية) النظام الشمولي السابق، لكونه أصبح نشازا وخارج سياق التطور الإنساني؛ ولا يتسق مع حركة التاريخ، فضلا عن كونه بات لا يخدم مصالح الذين صنعوه، والمفارقة الغريبة هي أن الذين صنعوه هم الذين أزاحوه!

مثل هكذا إنهيارات، لا يتعين التعاطي معها ببساطة، إذ لا بد ان تتبعها تغيرات اجتماعية وسياسية كبرى، تتناسب وحجم التغيير الحاصل لنظام بقى جاثما؛ لأربعين سنة على صدور العراقيين، إستطاع خلالها بناء مجتمعه الخاص، وترتيب أوضاع منظومته الساندة.

لا بد من التسليم أيضا، بأن خمسة عشر عاما بعد زوال نظام صدام، ليست كافية لإحداث التغيير الشامل، فثمة أربعة أجيال ترعرعت في كنف الصدامية، لذلك فإن الذي خلال خمسة عشر عاما الفائتة، والذي يجري الآن في العراق؛ والذي سيجري بعد خمسة عشر عاما أخرى، شيء طبيعي ومن المتوقع حدوث،ه نظرا للمستوى المفجع من التنافر الاجتماعي والمكوناتي، الذي نتج عن سيادة نظام شمولي أرعب حتى نفسه.

التغيرات الكبرى التي أشرنا اليها؛ كان ينبغي ان تتحرك؛ وفقا لمنطق السياسة بثلاث مراحل، المرحلةالأولى تتمثل بتأسيس( سلطة)؛ تدير المجتمع وشؤونه انتقاليا، ولكن بحد مقبول من التداخلات؛ التي من بينها استعمال القوة؛ بمستوى أكثر من حده الطبيعي بالمجتمعات المستقرة.

 ثاني المراحل هي الانتقال بالبلاد؛ الى دولة المؤسسات التي تشيع قيما مقبولة، ثم يتم في المرحلة الثالثة اللاحقة، الانتقال الى دولة الهدف. فهل وصلنا الى دولة الهدف، بعد قرابة ستة عشر عاما، منذ أن أجريت لنا عملية إستئصال دولة الرعب!؟

 الحقيقة أننا لم نخرج لحد الآن من المرحلة الثانية، ناهيك عن أن ندخل في المرحلة الثالثة والنهائية، لكن المؤكد أننا نمشي حثيثا، نحو بناء دولتنا وفقا لقياساتنا.

هذا بالضبط؛ هو الذي يجعل الآخرين، وفي مقدمتهم دولة الشر الوهابية السعودية، يقفون بالضد العلني من عملية بناء دولة على مقاسنا، لأنهم يعرفون أننا سنبني "دولة"؛ وليس "نظام" حكم مثلما يملكون أو مثلما بنوا.

إننا بالحقيقة ومنذ أكثر من سبعة آلاف عام، مستمرون بثبات ببناء "الدولة" العراقية، وهم بنوا أنظمة؛ مثلا "النظام" السعودي والأردني والبحريني والإماراتي...الخ.

الأنظمة يمكن أن تنهار بصيحة واحدة، تنادي "الشعب يريد أسقاط النظام"! لكن ليس من المتوقع؛ أن يصيح أحد من الشعب يريد زوال الدولة.

كلام قبل السلام: الفرق كما ترون كبير بين الدولة والنظام، الدول تبقى والأنظمة تزول..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك