المقالات

كيف يبدو المشهد في الشرق الاوسط؟!

1888 2018-10-15

حيدر السراي
منعطفات كبيرة شهدها الشرق الاوسط مع دخوله القرن الواحد والعشرين ، ويمكن لأي متتبع ان يلحظ الفرق في الصورة ما بين عامي 2001 و2018 ، بالطبع لست بصدد استعراض الاحداث المحصورة ما بين هاتين السنتين ، المهم عندي ان الصورة عام 2018 تختلف جذريا عن الصورة عام 2001.
نتحدث هنا عن الصراع بين محور الممانعة او المقاومة او المحور الشيعي (سمه ما شئت) وبين محور الثالوث المشؤوم ، ومن اللافت للنظر ان ميزة هذا الصراع منذ ذلك التاريخ ان الكفة دائما ما تميل لصالح محور المقاومة ، من الغريب فعلا ان يعجز الشيطان الاكبر الذي استطاع اسقاط الاتحاد السوفيتي بكل ثقله من السيطرة على تداعيات صراعه مع الشعوب المستضعفة في الشرق الاوسط والتي اصبحت منقادة بالكامل لقيادة نبوية يديرها رجال من ذرية النبي الاعظم صلى الله عليه واله للمرة الاولى في التاريخ (الخامنائي والسيستاني ونصر الله والحوثي الخ) ، ذلك ان الشيطان الاكبر رغم كل تقدمه الاكاديمي ما زال ينظر الى الجانب المادي من التكوين البشري على انه الجانب الاوحد الذي يمكن من خلاله السيطرة على الامم ، وعلى عكس كل توقعاتهم اظهر صراع الثمانية عشر سنة الماضية انهم واهمون جدا ، ولذلك ابتدأوا بتغيير ستراتيجتهم والتفتوا اخيرا الى سذاجة تفكيرهم واكتشفوا انهم امام عدو من نوع مختلف ، يقف ندا لهم ، ليس شيوعيا لا يفقه سوى اللذة المادية ، ولا سنيا غايته تبرر وسائله ، انهم امام كيان يموت ليحيا مبدأه !!!!
بثقة عالية يمكن القول ان خسائر الشيطان الاكبر وحلفائه كبيرة جدا ، القوا ببصركم على اي بقعة في الشرق الاوسط ، ستجدون الهزائم تتلو الهزائم (جنوب لبنان ، اليمن ، سوريا ، غرب العراق ، ايران) ، واخر هذه الهزائم هي هزيمة انكسار المشروع الامريكي في العراق والذي كان من المقرر ان يكون مشروع كسر الظهر للمحور المقاوم ، لم يحالف الحظ هذا المشروع كسابقاته ، وانحنت امريكا وحلفائها للعاصفة مؤقتا ، لكن هل ستنتهي القصة هنا ؟!
من المؤكد ان البيت الابيض لديه خطط بديلة ، فبعد فشل مغامرة داعش ، ومؤامرة تشكيل الحكومة المنخرطة في المشروع الامريكي نعتقد ان الشيطان الاكبر على وشك تطبيق مخططاته البديلة لايقاف التقدم الشيعي في كل ميادين المعركة ودعنا هنا نتحدث عن المخطط في فرعه العراقي والسيناريو المطروح على الطاولة , اتحدث عن استشراف سياسي لو صح فإننا سنشهد انشاء كيان معاد لمحور المقاومة يعمل على تقطيع الاوصال الجغرافية للمحور ، في الجزء السوري هناك مشروع الدويلة الكردية شرق الفرات ، لكنها غير كافية لتقطيع الاوصال بالكامل خصوصا ان خط طهران _ بغداد _ دمشق _ بيروت لن يتضرر بدولة شرق الفرات ، ولذلك لا بد من ايجاد الكيان الذي سيعمل داخل الحدود العراقية لتحقيق الهدف ليضم مناطق الانبار ونينوى المحاذية لسوريا ، اخبار الناتو العربي الذي يسعى ترامب لتأسيسه ربما تكون مؤشرا على امكانية تطبيق هذا المشروع لكن الوضع على الارض لا يسمح بتطبيقه عمليا ذلك انه ليس هناك غطاء قانوني سيسمح لهذه الدول بادخال جيوشها بصورة رسمية ومباشرة ، ولذلك فمن المرجح ان يبحث ترامب وحلفائه عن ذريعة قوية لتبرير هذا التدخل وايجاد هذا الكيان خصوصا بعد فشل تمرير الحكومة الترامبية.
في تصوري انهم في النهاية لن يجدوا غير هذا الطريق رغم انه سيؤدي الى اضرار كبيرة بهم ، الاطراف المحلية التي ستنخرط في هذا المشروع معروفة مسبقا فبقايا داعش وحواضن البعث وذوي النفس الانفصالي الذين خسروا رئاسة الجمهورية وليس لديهم ما يخسىرونه ، وبدعم المال الخليجي والتسليح الامريكي ، والتحريض الاسرائيلي ، ستكون اركان المهمة مكتملة بالنسبة لهم.

هل سينجحون ؟؟!! دعني ابشركم مسبقا بأنهم سيخربون بيوتهم بايديهم وان هذا السيناريو ان حدث سيكون هو القشة التي قصمت ظهر البعير وسنشهد تحقق وعد الله بالقيام الشيعي المبارك الذي سيوحد فصائل المقاومة في حرب ضروس اتوقع ان تستمر لبضعة سنين ، وسيكون بداية عصر لطالما بشر به انبياء الله واهل البيت عليهم السلام ، ولله امر هو بالغه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك