المقالات

بعد أن كنا صفا واحدا كالبنيان المرصوص؟!

1932 2018-10-04

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

في تراثنا الشعبي أن أخوين؛ يسكنان دارا واحدة تركها لهما والدهما بعد وفاته، وأن  لهما جار شرير..في أحد الأيام أغار الجار على دار الأخوين، فقعد أحدهما ودافع الآخر عن الدا،ر حتى إذا رجع الجار الى داره، عرض عليه الذي قعد، أن أعينك على أخي، و تأخذ الدار على أن تبقيني فيها خادما، فانتبه الذي دافع فحبس أخاه، وقال للجار إلي نتفق على خير جيرة ممكنة!

عاب الناس على الذي دافع؛ كيف يجلس مع الجار الشرير الذي أغار! ولم يعيبوا على الذي قعد، لان النذالة من طبعه، ولكنهم غفلوا أن لو نال الذي قعد مأربه، للقي الذي دافع هلكته!

هذه الأيام ثمة معركة حامية الوطيس، على مواقع التواصل الأجتماعي، طرفاها جمهور كل من كتلتي (الإصلاح) و (البناء)، المعركة تكاد تصل الى كسر العظم، فالصديق يعيّر صديقه، وينبزه بأشد الأوصاف سوءا؛ بل ويخوّنَه، ووصل الامر بهم أن يفسقوا بعضهم بعض !

فالأول يعيّر الثاني بالتحالف مع الخنجر، والثاني يعيّر الأول بالتحالف مع النجيفي والمطلگ، وأغلب المنتقدين انشغلوا بالهوامش والتسقيط، من دون تقديم بديل واقعي، للسيناريو المفروض إتّباعه في تشكيل الحكومة!

بدت الصورة وكأن الجمهور الشيعي وليس السني، هو الذي أنتخب الخنجر والنجيفي والمطلگ والبقية المعروفة للجميع

هذا هو الواقع ..وهذه هي الساحة السياسية بكل عناصرها وإسقاطاتها وتداعياتها، وتشكيل حكومة من مكون واحد أمر مستحيل تماما، والبحث عن ساسة سنة على مقاس الشيعة، كالبحث عن ماء في صحراء الربع الخالي، وهات الشاطر الذي يمكن أن يشكل حكومة، بمعادلة ناجحة ويفرض شروطه.

تحالف الإصلاح وبضغط أمريكي واضح، مصر على العبادي، فيما تحالف البناء يريد تغيير الوضع، الى حكومة مكونات، ضمن محور أو مشروع مقبول وطنيا؛ ويعتقد أن ذلك هو الحل الوحيد.

هذه هي السياسة، إنها تقتضي الحوار وجلوس الغرماء بعضهم الى بعض، وأن عليهم في نهاية المطاف؛ أن يتوصلوا الى تفاهمات، والتفاهم لا يتم التوصل اليه، بتجييش الجيوش الأليكترونية؛ عبر صفحات الفيسبوك المليئة بالتسقيط والشتائم..

في قصة العداء الذي بدأ يستحكم؛ بين جمهور كل من  كتلتي  البناء والإصلاح، ليس هناك من داع لتخوين طرف؛ وكأن الطرف الآخر ملائكة، لأن الحقيقة الكاشفة عن نفسها، أن كل شيء في واقعنا قابل للتلوث، وأكثر الأشياء تلوثا، هي صفحات الفيسبوك، التي جعلتنا نكره بعضنا بعض، وأن نتحول الى صفين متقابلين، بعد أن كنا صفا واحدا كالبنيان المرصوص، وربما هذا هو السبب الرئيسي لإطلاقها مجانا!

ثمة سؤال محرج بعض الشيء؛ ايهما اشد خيانة: المتحالف مع القاتل المحلي، ام المتحالف مع سيده الذي زوده بالسلاح، وامره بقتل ابناء البلد..!

كلام قبل السلام:من يأبي اليوم قبول النصيحة التي لا تكلف أي شيء؛ سوف يضطر في الغد إلى شراء الأسف، الذي سيكلفه أغلى ثمن..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك