المقالات

داعش ؛ وأرهاب الاعلام

2242 2018-09-28

مهند ال كزار

شهدت نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين, زيادة كبيرة في عدد مشاهدي القنوات التلفزيونية, وشبكات الإتصال, والتواصل الاجتماعي.

جاءت فنون الحرب الحديثة, لكى تكون اشد قربا من حياة المواطنين العاديين، منها فى اى وقت مضى, وفى الحقيقة اصبـح الناس انفسهم هـم جبهة القتال الجديد, اصبح الرجال والنساء والاطفال هم الجيوش الجديدة, وبالتالى اصبحت روحهم المعنـوية، وارادة القتـال، والمقاومة، لديهم على الصعيد الجماعى الشامل رصيدا عسكريا و حربيا مهما.

الولايات المتحدة الأمريكية، أدركت أهمية قطاع الإعلام والاتصال, للسيطرة على (مجتمع الإعلام) منذ نهاية الحرب العالمية الثانية, وتعتبره مجالاً استراتيجياً للحفاظ على نفوذها في العالم, دور الإعلام في الحرب يتم تنفيذه على مستويين: مستوى جبهة القتال على أرض المعركة، ومستوى كسب وأرهاب عقول البشر وقلوبهم، من خلال الدعاية والحرب النفسية.

توظيف الإعلام من قبل " داعش" في هذه الحرب, يتمثل في (الدعاية) التي هدفها أرباك الرأي العام, من خلال المبالغة والتضليل والكذب في أسلوب عرض المواجهات, لتجعل منها عنصر ضاغط على كل التحركات التي تقوم بها المنظومة العسكرية, وبث روح الخوف، والانكسار، في صفوف الجيش والحشد الشعبي.

ان الخوف هو اصل هذه المعركـة, فلا شك فى ان الخوف من القنبلة يرهب العقلية الانهزامية والسلامية, لذلك لا بد من ان تصنع الخوف من " العدو " فما دام " العدو " امتلك " القنبلة " فان محبى السلام سوف يخشونه على الدوام.

ليس من الصعب ان تبني الدولة, سياستها الخارجية والداخلية، وفقا لإستراتيجية اعلامية موحدة, تستطيع من خلالها كسب الدعم الدولي, والسيطرة على بعض الفضائيات، وتصريحات بعض النواب والسياسيين, التي تعمل على خدمة داعش وبطريقة علنية وواضحة, من خلال نقل الاكاذيب والصور ومقاطع الفيديو المفبركة.

وسائل التواصل الاجتماعي, هي أحدى الوسائل المهمة التي يعتمد عليها هذا التنظيم, في حربه ضد الشعب العراقي, لذلك من واجبنا أن نكون جيشاً الكترونيا،ً يصد جميع المحاولات الدنيئة التي يقوم بها, لخلق جو عام مؤيد وداعم للعمليات العسكرية, وكشف الانكسارات التي يتعرض لها "داعش" في جميع المحاور.

من يقدم صورة العدو على أنه عدو مقتدر، وقادر على قلب الطاولة في أي لحظة, هو واهم, لانه سيخدم هذا العدو بقصد أو من غير قصد, وسوف يكون عجلة يديرها الاعلام الداعشي حسبما يريد وأينما يشاء, لأن الفضائيات والأنترنت تعمل على تكوين وتوجيه الرأي العام, حسب مصالح الجهات الراعية لذلك التوجه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك