المقالات

الحكومة، مجلس النواب، خروقات كثيرة

1768 2018-09-28

ضياء المحسن

كثيرة هي الخروقات في جسد الدولة العراقية، بدءا من تسمية رئاسة مجلس النواب، وليس إنتهاءا بتسمية رئيس الوزراء ومن قبله رئيس الجمهورية، وذلك بسبب ما اصْطُلِحَ عل تسميته (بالتوافق) وهذا هو الخرق الأول للدستور العراقي، والذي بحثنا فيه كثيرا للعثور على مادة تتحدث عن هذا التوافق الذي أوجدته الكتل السياسية اللاعبة في المشهد العراقي.
الخرق الأخر الذي يمكن تسجيله على العملية السياسية، عدم وجود معارضة حقيقية للحكومة داخل مجلس النواب، فنجد أن جميع الكتل السياسية مشاركة في الحكومة، ومع ذلك تجدها تنتقد عمل الحكومة!
عملية النقد لا يمكن لأحد أن ينكر أهميتها في تقويم العمل، فهي عبارة عن عملية تشخيص للأخطاء التي تحدث أثناء العمل، وكذا في عمل الحكومة، لكننا وفي الدولة العراقية نجد أن عملية النقد هي عبارة عن عملية تسقيط؛ وفي أفضل الأحوال تكون عملية محاكمة للمسؤول الذي لم يستجب لطلبات المستجوب!!
الخرق الثالث هو عدم الإلتزام بالتوقيتات الدستورية التي سنها المشرع العراقي، فها نحن ندخل في الشهر الثاني ومجلس النواب لم يصوت على انتخاب رئيس الجمهورية، وإذا ما افترضنا ان مجلس النواب سيصوت على رئيس الجمهورية هذا الأسبوع، فإن أمام رئيس الجمهورية 15 يوم لتكليف الكتلة الأكبر بتسمية مرشحها لرئاسة الوزراء.
نأتي على الخرق الرابع والأهم من جملة خروقات الدولة العراقية، ألا وهو ترشيح رئيس الوزراء، فرئيس الوزراء المفروض أن يكون مرشح الكتلة الأكبر، لكن كيف يمكن معرفة الكتلة الأكبر، وما هي صلاحيات رئيس الوزراء، هل فعلا أن رئيس الوزراء يستطيع التحكم في عمل وزراءه؟؟؟؟؟
أسئلة كثيرة تجول في أذهاننا لكن دون جواب مقنع، بسبب الإلتفاف على مواد الدستور بحجة التوافق والمشاركة والمصالحة والأبوية وغيرها من التسميات التي نسمعها يوميا، لكن من دون أن يعي قائلها ما يقوله فعلا، فلا رئيس الوزراء مرشح الكتلة الأكبر، ولا نعرف من هي الكتلة الأكبر بسبب التفسيرات المتعددة لها، ولا رئيس الوزراء يمارس صلاحياته بصورة صحيحة؛ إلا في أضيق الحدود والأمثلة على ذلك كثيرة وتملأ مجلدات، ولا يستطيع رئيس الوزراء محاسبة وزير ناهيك عن إقالته إذا لم يقم بواجباته بصورة صحيحة.
بعد كل هذا يأتي السؤال الأهم، ماذا نحتاج لتقويم العملية السياسية في العراق؟
لكي تنجح في عملك يجب ان تلتزم بما وضعته من خطط وتوقيتات لتنفيذ عملك هذا، وهذا ينطبق على عمل الحكومة التي يحكمها الدستور، الذي يعتبر خطة عمل متكاملة لأي حكومة، وإذا ما تم تنفيذ مواد الدستور بصورة صحيحة سنجد جميع العاملين يلتزمون بعملهم بدءا من الموظف الصغير وانتهاءا برئيس الحكومة، بعيدا عن التوافق والمحاصصة وغيرها من المسميات، وأن يقوم مجلس النواب بمراقبة تنفيذ الحكومة لبرنامجها بدقة بعيدا عن التسقيط والترهيب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك