المقالات

الأراضي التي أستحوذت عليها الدولة.!.

1943 2018-07-17

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

ثمة ظاهرة تفردت بها الدولة العراقية؛ عن ما سواها من الدول، وتتمثل هذه الظاهرة بملكية الدولة، لمعظم الأراضي في البلاد وبمختلف أصنافها، وتكاد تكون جميع الأراضي الصالحة للزراعة ملكا للدولة، سواء كانت مروية سيحا أو بالواسطة أو الديمية،

الحقيقة أن ملكية الدولة شبه المطلقة للأراضي؛ تعد ظاهرة شاذة على النطاق العالمي، وهي في العراق تشكلت؛ كنتاج لسياسات التأميم والمصادرة، ووضع اليد والاستيلاء على ما لا مالك له.. من اوقاف او مشاعات او ملكيات، الخ.

ان اعادة الاحترام للملكية الخاصة، واعادتها للمواطنين والهيئات والجماعات، والبلديات والمحافظات والحكومات المحلية.. الخ، يمثل مفصلا اساسياً من مفاصل الاصلاح الاقتصادي، إذ لا يمكن تصور حصول إصلاح أقتصادي مع بقاء هيمنة دولة فاسدة، على الأراضي في عموم البلاد، تتصرف بها بإنتقائية مفرطة، وتتعاطى مع أي محاولة للأستفادة من الأراضي، بتعسف لا كاسر له.

المدخل لحل هذه المعظلة المعيقة لأي تقدم حضاري، هو تخلي الدولة إبتداءا عن عقلية المالك، والإنتقال الى عقلية الخادم.

في هذا الصدد يجب أولا؛ التخلص من عقلية الدولة المركزية الاستبدادية، وتثقيف الموظفين العموميين، المعنيين بإدارة شؤون الأراضي، على أنهم يجب ان يكونوا ميسرين لا معرقلين، وأن ما تحت يدهم من وثائق وأوراق، لا تعني منحهم صلاحية التحكم برقبة الأرض، وأنهم ليسوا مالكين ولا حتى ممثلين لمالك.

يجب ثانيا القيام بسلسلة من التشريعات والاجراءات، التي لا تكلف الدولة كثيراً، بل قد تدر عليها الاموال..وهذه امثلة ليس الا:

• تصفية الاملاك والعقارات والعرصات، المملوكة للدولة او التي تديرها، عن طريق البيع للهيئات، او للمواطنين او للمؤسسات او للشركات، او تحويلها الى مؤسسات تعليمية وصحية، أو جامعية او اجتماعية مختلفة، وذلك منعاً من العبث والاستغلال غير الامثل لها.

ستوفر هذه الخطوة، وسيلة فعالة للتخلص من جيش جرار، من الموظفين الذين يديرون عقارات الدولة والأراضي، في وزارت المالية والبلديات، والزراعة والدفاع والنقل والمحافظات وغيرها، ويمكن توجيههم في ميادين أنتاجية نافعة

• اراض توزع مجانا او ما يقرب المجان الى الاهالي، لبناء المساكن في مواقع مختارة، خارج المدن المكتضة حالياً، بعد توفير المستلزمات ووفق التخطيط العمراني، مع منح شروط تسليفية بسيطة، ويسلم سند الملكية بعد البناء او انتهاء جزء رئيس منه، مما سيخفف من العشوائيات والتجاوزات، ويحل مشاكل السكن ويوفر فرص العمل.

• اراض توزع للاستغلال المباشر او للتملك؛ الى اصحاب المشاريع الصناعية والزراعية، والخدمية والسياحية، داخل حدود البلديات او خارجها، حسب شروط وضوابط محددة، مع تحديد نوع الارض.

• تصفية مخلفات قوانين التسوية القديمة، وقانون الاصلاح الزراعي وملحقاته، بتمليك من لم يتملك؛ من الفلاحين والمستغلين، والمستثمرين والمزارعين، الاراض التي وزعت عليهم، او المتعاقدين عليها ويقومون فعلاً باستغلالها، وتقديم الدعم للقرى والأرياف، وكذلك للعشائر بتوفير القاعدة الاقتصادية لها، وفقا للدستور.

كلام قبل السلام: من الحكمة أن نثير تساؤلات؛ حول الافتراضات الواضحة والمسلم بها، فقد نجد شيئا أضعناه..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك