المقالات

هل يصح نفي المؤامرة ونحن نعيشها؟!

1739 2018-07-02

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

نحتاج الى مؤسسة بمستوى وزارة، تنحصر مهمتها بتوثيق الزوابع، التي يشهدها وطننا في كل لحظة، حتى بات يومنا لا يستغني عن زوبعة ما، ويعد الحال غريبا ولا ينسجم مع وضعنا، إذا لم يحدث شيء مميز في يومنا.

الواقع أن الزوابع التي باتت عنوان مشهدنا اليومي، على درجات، فهي تتكرر وتقوى أحيانا، لتحرك فئات مجتمعية مختلفة، وتألبها بعضها على بعض، فتزداد شقاقا وإنفصالا، ونادرا ما تزيدها قرباً وانسجاماً، وهنا يقفز سؤال يتكرر كلما تحصل زوبعة؛ من يحركها ومن يؤجج نيرانها؟!

السؤال ليس ساذجا، ولا يتعين أن نحيله دوما على نظرية المؤامرة، فعناصر التأزيم كامنة في دواخل الأفراد، وهي مستحكمة في سلوك  الجماعات، والعقل الجمعي يسوس المجتمعات ولا يقودها، يسوسها كما تساس الخيول.

هل هناك من يصنعون الأزمات؟..نعم هناك صناع مهرة لها، يصنعونها لأنهم يستفيدون منها، من هؤلاء؟!..هؤلاء هم الذين لا يعرفون الطرق الطبيعية؛ لتحقيق ما يريدون، وهم ايضا الذين يريدون أمورا ليست إعتيادية  أو عادية، ولذلك فهم يلجأون الى طرق إستثنائية، لتحقيق ما هو إستثنائي.

في السياسة تجري الأحداث على هذا المنوال، كلما يحدث تطور خارج منطق الأشياء، فمعنى هذا أن وراءه إرادات لتحقيق شيء إستثنائي، وكمثال على ذلك، جاء تكليف السيد حيدر العبادي عام 2014 كمحصلة لوضع إستثنائي، وكنتيجة لإرادات إستثنائية، صنعت منه رئيسا للوزراء، في وقت لم يكن هو في وارده قط.

في السياسة أيضا، ومثلما لا يختار الممثلون أدوارهم، في المسرح أو السينما أو التلفزيون، بل يختارهم المخرج لأداء تلك الأدوار وحسب قدراتهم،  فإن اللاعبين  المهرة خلف كواليس مسرح السياسة، سيختارون "بطل الفلم" الجديد، بعد أن يرسموا له طريقا محددا، ليس له أن يحيد عنه قيد أنملة.

في ذاكرتنا أن السيد العبادي لم يحد قيد أنملة، عن الطريق الذي رسمه له رجال ليلة الهرير، ليلة أن أختير رئيسا للوزراء رغم أنف حزبه! وفي ذاكرتنا أن الأمر لم يتم تمريره بسهولة، فقد تزاحمت الزوابع وقتها علينا، ووصلنا الى حال نقبل به بأي وليد؛ حتى لو كان خديجا، وهكذا كان!

إنفجارات مدينة الصدر التي خلفت كارثة كبرى..تنحية مفوضية الأنتخابات، وتسليم ملف الأنتخابات الى القضاء بعد ذلك.. حرق مخازن مفوضية الأنتخابات..مصرع وجرح عدد من موظفي الأنتخابات، في حادثة سقوط أجهزة العد والفرز الأليكتروني عليهم..قصف الطيران الأمريكي لقوات الحشد، على الحدود العراقية السورية..جريمة قتل رجال الدعم اللوجستي في طوزخزرماتو..محاولة البرلمان تمديد ولايته في الساعة الأخيرة من عمره..تحركات 88 لـ"زعاطيط الفيسبوك" أبناء الرفيقات البعثيات، الذين وظفتهم جهة حكومية، ودفعت لهم أموالا؛ ليحرقوا صفحات الفيسبوك.

كلام قبل السلام: جميع هذه الأحداث المتسلسلة، زوابع في فنجان تشكيل الحكومة القادمة، الساسة يريدون أن يمرروا شيئا إستثنائيا، لكنه لن يحصل هذه المرة، وواهم جدا من يصدق أن عام 2018 ستتشكل فيه حكومة..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك