المقالات

الوطنية بين حسقيل وعبد الرحمن النقيب ووزراءه  ..!

2484 2018-03-22

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

يعتقد بعض ساستنا؛ أن من الممكن بناء علاقات متكافئة، تحكمها المصالح المشتركة، مع أجلاف آل سعود، هذا الإعتقاد صحيح الى حد ما، لأنهم محكومون بحسن نيتهم أو بسذاجتهم، والظاهر أن السذاجة هي الشكل الغالب، لتصرفات الساسة العراقيين المعنيين بالشأن الخارجي!

التفاتة قصيرة إلى التاريخ القريب، لنوع العلاقة بيننا وبين آل سعود، تكشف أن النيات الطيبة؛ لم تكن من مقومات علاقة سليمة مع هؤلاء الأعداء..

نقول أن آل سعود أعداء، لأنها حقيقة ترسخت قبل خمسة وتسعين عاما، ففي يوم 11/3/ 1922، نفذ الأخوان النجديون الوهابيون، مجزرة رهيبة بحق العشائر العراقية القريبة من الحدود، وأسفرت تلك المجزرة عن 692 شهيد، وتهديم 781 بيتا، وقتل ونهب 43010 رأسا من الأغنام و130 رأس من الخيول، و2530 جملا، ولم تسلم من فعلتهم حتى الحمير، فقد قتلوا منها 3811 حمارا..!

قراءة الأرقام الآنفة بموجودات ذلك الزمن، يوم كان كل سكان العراق ثلاثة ملايين نسمة، تعني أنهم قتلوا من العراقيين  25 شخصا، من كل ألف شخص في هجمة واحدة فقط!..

لقد دمر الوهابيون مساكن عشائر بأكملها، وخربوا ونهبوا وسائل عيشها، وتنقلها ومصادر رزقها..وهي ليست أول هجمة لهم وليست هي الأخيرة..

المثير الجديد الذي اكتشفناه من بين ثنايا التاريخ، أنه وبعد ضغط شعبي واسع، واحتجاجات كبرى من قادة الرأي العام، وهم يومئذ علماء النجف الأشرف، الذين تناخوا لعقد مؤتمر في كربلاء، في 13 شعبان من ذلك العام، بعد تحرك ببرقية بعثتها المرجعية آنذاك إلى 250 شخصية، لكن مجلس الوزراء منع إرسال البرقية!

لكن المؤتمر عقد، فما كان من الملك فيصل الأول، إلا أن يستجيب للإرادة الشعبية، ويبعث برسالة إلى مجلس الوزراء يطلب فيها زيادة ميزانية وزارة الدفاع، لتقوية الجيش في مواجهة الوهابيين واعتداءاتهم، إلا أن المجلس رفض ذلك..!

عجيب: مجلس الوزراء يرفض تقوية الجيش للدفاع عن الشعب، لكن العجب يزول؛ أذا عرفنا أن رئيس الوزراء كان عبد الرحمن النقيب، الذي منع إرسال البرقية!

حينها أضطر الملك لإستدعاء الوزراء، وأنبهم كما قيل على عدم تفاعلهم مع القضية، لكن التأنيب ـ إن صح حصوله ـ لم يؤثر بهم، بل على العكس؛ فقد قدم عبد الرحمن النقيب ووزراءه إستقالاتهم جميعا، وهم ثلاثة عشر وزيرا، كلهم من طينة واحدة، ما عدا اليهودي وزير المالية ساسون حسقيل، الذي لم يقدم استقالته، بل واجه الموقف بمسؤولية، فقد كان أكثر وطنية منهم، وقدم تعويضات ومساعدات مجزية للعشائر المنكوبة..!

المثير في الأمر أن العراقيين قد اكتشفوا، أن الهجمات الوهابية؛ كانت تحظى بدعم من قوات الاحتلال البريطانية!

كلام قبل السلام: ما أشبه الليلة بالبارحة، فها هم الوهابيين ومعهم البعثيين، وساسة الطينة ذاتها، يحظون بدعم أمريكي لإحراق العراق كله!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك