المقالات

الورقة الخاسرة الأخيرة للرئيس الأمريكي

1946 2017-12-31

بقلم: عبدالرّحمن اللامي 

تكسّرت حلقات المشروع الأمريكي لتفتيت الشرق الأوسط حلقة بعد أخرى، وقد خابت آمال الكيان الصهيوني أيّة خيبة! 

فلقد انهزمت وتقهقرت كلّ المجاميع الإرهابيّة كالقاعدة وداعش وغيرها، التي جنّدوها لضرب اللُّحمة العراقيّة وإشعال الحرب الطائفيّة، وكذلك الأمر في سوريا حيث تبخّرت واندثرت تلك المسميات الكثيرة المختلفة مثل النصرة وجيش الإسلام وغيرها، التي أوجدتها أمريكا ومَن تحالف معها من الدول الإقليميّة، لضرب النظام السوري وتقسيم سوريا الى أربع دول، وحتى في اليمن الجريح لم يقطفوا ولا ثمرة ممّا كانوا يتأمّلون ونحن قد تجاوزنا الألف يوم على بدء العدوان السعودي عليها، بل تحوّلت أحلامهم الى نكبات تنغّص عليهم حالهم، وهذه صواريخ الحوثيّون تدكّ عواصم المعتدين. 

ولم يبق بيد كبيرهم الأرعن (دونالد ترامب) إلاّ ورقة القدس الشريف قبلة المسلمين الأولى، ومسرى الرّسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومعراجه الى السماء، ليضمّها الى الكيان الغاصب ويجعل منها عاصمة دولتهم المزعومة، وينقل سفارته من تل أبيب إليها لتكون القدس عاصمتهم رسميّاً في الحسابات الإداريّة الدوليّة، وكان يُعدّ هذا الأمر من الخطوات الخطيرة والجريئة والحذرة في نفس الوقت، إذ لم يفعله الرؤساء الأمريكان الذين سبقوه، علماً أنّ الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكيّة إليها هو قرار الكونكرس الأمريكي من سنة 1995م وعلى الرئيس الأمريكي تنفيذه، وينبئك هذا بمدى الرعاية الأمريكيّة لهذا الكيان اللقيط. 

ولكنّ السيد (ترامب) وإنّ كان قد وفى بوعدٍ من وعوده الانتخابيّة ولكنّه على ما يبدو قد نسي أنّ الانتفاضات الفلسطينيّة في السنوات 1978 و1996 و2000م التي انقدحت أولى شراراتها حينما خُدش القدس الشريف، أو حينما حاول الساسة الإسرائيليّون تدنيس القدس الشريف بالدخول إليه، فقد نسيَ ولم يعد يتذكّر أنّ القدس الشريف خطّ أحمر، ولولا هوان الأنظمة العربية وتشرذمها وعمالتها لما أمكن للرئيس الأمريكي أن يجد كل هذه السهولة في اتّخاذ هذا القرار الجريء. 

والرئيس الأمريكي بهذه الخطوة الغبيّة يُظهر الوجه الحقيقي لأمريكا المستعمرة، وللشعارات البرّاقة الزائفة التي تدّعيها الحكومات الأمريكيّة، وهي بمثابة إعلان حرب على الوجود العربي والإسلامي، ولم تكن قضيّة القدس يوماً حكراً على الفلسطينيّين فحسب، بل هي قضية العرب والمسلمين أجمعين، وهي المَظْلَمة التي تستصرخ ضمير الإنسانيّة من اليوم الأول الذي استسهل الحكام العثمانيّون تقديمها الى اليهود الغاصبين. 

وهي السبب الأول والأكبر الذي دعا قلوب الإنسانيّة أن تفيض بالحقد والحنق على السياسيّين الأمريكيّين، وغيرهم ممّن أسّس أساس اغتصاب أرض فلسطين من شعوبها، وهذا دعاؤهم في كلّ مناسباتهم ليل نهار بزوال إسرائيل والعار والشنار على مَن رضي باستلابها. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك