المقالات

التسوية وصياح الديك..!

1861 2017-05-26

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

    كنت قبل بعض يوم؛ في ملتقى حواري عن مستقبل المنطقة أقيم في بيروت، وعلى هامش الملتقى كان لي عدة لقاءات، مع عدد من المهتمين بالشأن العراقي، ومن بينها لقاء معمق؛ مع أحد كبار المثقفين من غير العرب، بدأناه عند منتصف الليل، وأنهيناه عندما سمعنا صياح الديك! 

    كان محاوري ملما بتفاصيل الوضع العراقي، وبدى وكأنه يعرف خارطتنا السياسية؛ بدقة حسدته عليها، ومن بين المواضيع التي تناولناها بالبحث والتحليل؛ كانت قضية التسوية الوطنية وآفاق التوصل اليها.

    كان محاوري متحمس للموضوع، بل ومتبن أو مساند، فقد قال أنكم لن تستطيعوا المضي قدما فيه، دون الخضوع الى جراحة فوق الكبرى، والتسوية من هذا النوع من الجراحات، التي تحتاج الى جراحين مهرة، لكن عدد ما متوفر منهم لديكم، قليل جدا؛ بل نادر في الواقع.

    توصلنا في حوارنا؛ الى أن أي نشاط سياسي كبير بحجم التسوية، بحاجة الى أن يمر بأربعة عشر مرحلة، لا يمكن حرق أي منها، بل أن محاولة حرق أي من المراحل، ستدمر ماقبلها وتحبط ما بعدها.

    في المرحلة الأولى، يجري العمل على توصيف وبناء الموضوع، وتحديد الأطراف التي يجب ان تشارك فيه، ويتعين الحذر عن أختيار الأطراف، إذ أن إشراك أطراف ليس لها تأثير إيجابي، أو ليس لها حجم مؤثر، سيربك الخطوات اللاحقة، أو كمن يضع نملا أبيضا في جذع شجرة عمدا.

    في المرحلة الثانية، يجري جس نبض الأطراف المقصودة، والتفاعل معها بإجابية لكن بحذر شديد.

    المرحلة الثالثة؛ هي مرحلة الترويج الوطني والأقليمي والدولي، للأفكار الأولية للمشروع، وطبعا تليها                  المرحلة الرابعة؛ التي يتم فيها تلقي الردود الأولية أيضا.

   المرحلة الخامسة؛ ورش عمل متعددة، يجري خلالها المزاوجة بين الردود، ومفهوم المزاوجة؛ لا يعني أن يؤخذ متوسط الردود، بل تقبل جميع الردود بلا إستثناء، ثم يتم بناء محصلة تفاعلية لها.

   المرحلة السادسة، تقتضي جهدا كبيرا لإقناع أطراف المشروع بالمحصلة، بما فيها الأطراف الأقليمية والدولية، وتليها مرحلة الطرح العام للمحصلة، التي تمثل نضوجا للمشروع، وهي سابع المراحل.

   في المرحلة الثامنة؛ يتم العمل تحت الطاولات، حيث تجري سلسلة طويلة من الترضيات والإسترضاءات، التي يفترض أن تؤدي الى المرحلة التاسعة، وهي مرحلة الصياغة شبه النهائية.

   في المرحلة العاشرة؛ وبعد إتمام الصياغة يعلن المشروع على الملأ، مقرونا بموافقات الأطراف الصريحة والعلنية، ثم تذهب الأطراف الى إستراحة قسرية، كمرحلة حادية عشر.

    بعد الإستراحة القسرية، وهي ضرورية لإلتقاط الأنفاس وتلقي الصدمة والشتائم أيضا! ستم الشروع بالمرحلة الثانية عشر وهي مرحلة التنفيذ.

   المرحلة الثالثة عشر؛ هي مرحلة الأستقرار، التي تتطلب عملا حثيثا، وفرق عمل متعددة.

   المرحلة الرابعة عشر؛ يجري فيها مراجعة ما أنجز، ونقاط الإختناق، والأخطاء أيضا..

   هذا كله يقتضي جهدا كبير ووقتا طويلا، ليس متوفرا بأيدينا، لأننا على موعد مع الأنتخابات النيابية، في نيسان من العام القادم.

   كلام قبل السلام: أمامنا عشرة أشهر فقط، نصفها على الأقل؛ سننشغل خلاله بالترويج لقوائمنا الأنتخابية، ونصفها الذي قبله، سنكون في معترك تشريع قانونين للإنتخابات، الأول لمجالس المحافظات، والثاني لمجلس النواب، وسنمضي وقتا صعبا، في معالجة مشكلة مفوضية الأنتخابات، فمتى سترى التسوية الوطنية النور؟!

 

   سلام..  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك