المقالات

قبول فكرة الإمام الحجة (عج) بالرغم من صغر السن والغيبة (الجزء الثالث)

1056 2017-05-14

خضير العواد

فعندما استلم الإمام الهادي عليه السلام الإمامة لم يكن الناس في حيرة كما في إمامة الإمام الجواد عليه السلام حتى وصل الأمر ببكاء ونحيب الموالين لهذا الأمر المحير ؟؟؟ ، لأن تجربة صغر السن قد عايشوها وتعرفوا عليها فأصبحت معتاد عليها فليس هناك غرابة في أمرها ، لهذا لاحظنا التفاف الموالين حول إمامة الإمام الهادي عليه السلام وليس هناك ممن ترك إمامته أو ابتعد عنه أو تكون فرق جديدة ذات تأثير في المجتمع الشيعي الموالي ،

فهاتين التجربتين قد مهدا الأمر للأمة أن تتقبل إمامة الإمام الحجة (عج) بسنه الصغير بالإضافة الى الأدلة العقلية والنقلية التي دعمت إمامته سلام الله عليه ، فبالإضافة الى مسألة العمر وصغر السن فأن مسألة الغيبة الصغرى وابتعاد الإمام (عج) بجسده المادي عن الأمة كانت مسألة خطيرة لم تتعود عليها الأمة لولا التجارب المماثلة التي عاشها الموالين مع أئمتهم ، كتجربة الإمام الكاظم عليه السلام عندما كان في السجن وقد وجًّه الموالين للاتصال بوكلائه عبد الله بن جندب وعلي بن ابي حمزة البطائني وعثمان بن عيسى وغيرهم ،

ولخيانة بعض وكلاء الإمام الكاظم عليه السلام كعلي بن أبي حمزة البطائني وأصحابه وتفرق الناس عن إمامة الإمام الرضا عليه السلام ونشوء فرقة الواقفة ، كل هذا تطلب أعادة الثقة بالوكلاء ومن ثم دفع الأمة الى أبوابهم كما حدث في فترة إمامة الإمام الهادي عليه السلام وكيف كان يدفع الموالين الى مراجعة وكلاءه في بغداد كعثمان بن سعيد العمري (الدهان) أو بقية وكلاءه في المدن المختلفة ، وقد أظهرت أحاديث الإمام الهادي عليه السلام ومن بعده الإمام الحسن العسكري عليه السلام في توثيق العمري وابنه محمد ما يحير العقول ويذهب بالجنان حيث يقول الإمام الهادي عليه السلام عن أحمد ابن اسحاق قال ( سألت ابا الحسن عليه السلام وقلت له : من أعامل وعمن أخذ وقول من أقبل فقال له عليه السلام : العمري ثقة فما أدي إليك عني فعني يؤدي وما قال لك عني فعني يقول فاسمع له وأطعه فإنه الثقة المأمون) ،

وعن أحمد بن اسحاق وقد سألت أبا محمد الحسن عن مثل ذلك فقال عليه السلام ( العمري وابنه ثقتان فما أديا إليك عني فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان فاسمع لهما وأطعهما فإنهما الثقتان المأمونان ) ، فخلال أكثر من عشرين سنة يدعم الإمام الهادي عليه السلام وكذلك الإمام الحسن العسكري عليه السلام عثمان بن سعيد الدهان ويدفعا الناس الى مراجعته في مختلف الأمور حتى أصبح الثقة المأمون وكذلك ابنه محمد ، فعندما أستلم الإمام الحجة (عج) الإمامة وابتدأت الغيبة الصغرى وثبًّت وكالة وسفارة العمري لم يتفاجئ الموالون لأنه الثقة المأمون من قبل الإمام الهادي وكذلك العسكري بالإضافة للإمام الحجة سلام الله عليهم أجمعين ، وعندما توفى السفير الأول عثمان بن سعيد العمري وأختار الإمام الحجة (عج) ابنه محمد أبا جعفر الملقب بالخلاني لم يتفاجئ الموالون لأنه الثقة المأمون بالإضافة الى فكرة السفارة قد تأصلت وأعتاد الناس عليها وهكذا أصبحت النيابة أو السفارة من الأمور الواضحة لدا الموالين نتيجة التهيئة من قبل الأئمة جميعهم عليهم السلام وخصوصاً فترة الإمام الجواد والهادي بالإضافة للإمام العسكري سلام الله عليهم أجمعين ، وهكذا فأن كل حدث أو حركة أو موقف لدى المعصوم عليه السلام فأنه يمثل حلقة من حلقات الرسالة المحمدية السمحاء التي تكمل بعضها بعضاً ، لهذا فأن صغر سن الإمام الجواد وكذلك الهادي عليهما السلام كان لتهيئة الأمة لإمامة منقذ البشرية الإمام الحجة بن الحسن (عج) . 

خضير العواد 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك