المقالات

البصرة .. زراعة العبوات وقلع النخيل

2813 2017-03-06

  واثق الجابري لعل أسوأ العاملين في السياسة؛ أولئك اللذين لم يكتفوا بأكل ما أمامهم، وذهبوا الى هَدَّ مرتكزات الدولة وموروثارتها وما وهبتها السماء من نعمة، وكأنهم لم يفهموا أن بلد السواد يعني بلد الخيرات، وترجمة قوامسيهم سواد بسواد وأيام مكابدة وحزن، ومن بين السواد سيدة الأشجار النخلة، والتي حطمت كالعراقي لكي تموت أما مقطوعة الرأس او ميتة وقوفاً، وبدل زراعتها؛ رواج لزراعة العبوات وجذوع الأسحلة الثقلية والمتوسطة في البيوت بدل جذوع النخيل؟!
منذ أربعة عقود والبصرة تعاني من الإستهداف الممنهج ولعل أهم الاسباب كونها شريان العراق الإقتصادي، ومن نخليها أهم معالم خيرات العراق.
 مدينة يصعب عيش النباتات فيها؛ إلاّ أن النخيل كان فيها 350 نوع و 3.5 مليون نخلة في ثمانينات القرن الماضي، ووصل الى 1.250  مليون في الآونة الأخيرة، بين ما دمرته الحروب والأمراض التي لم تعالج، او ما بيع للخليج العربي، ومَنْ قُلع بمشاريع النفط وتحويل مزارعه الى سكنية، وكان إعتقاد البصرين؛ بأن مدينتهم ستتحول الى  مدينة  زهور لوفرة المياه التي تحتاج فقط لمعالجة الملوحة، وحلموا  بجلب البذور المهجنة التي تلائم بيئتهم، والأكثر ضنوا بإستيراد   الورود مسلفة كما هي الديموقراطية، وبذلك تتحمل ألسنة الملح والحرارة اللاهبة كما هي أجواء السياسة.
وقفت جهات متعددة أمام تنمية البصرة، ومن عقود توالت المعرقلات لمنعها أن تكون مدينة إقتصادية من قبل الحرب العراقية الأيرانية والى حرب الخليج، ثم ما بعد 2003م والسياسات المتقاطعة، التي وقفت في طريق تنميتها وجعلها منافسة لأكبر مدن الخليج بموقعها الإستراتيجي ومواردها المالية والبشرية، حتى قامت بتصدير فسائل نخيلها وأنتشرت في الآونة الأخيرة جهات مجهولة لخلق النزاعات والإختيالات وبيع المخدرات، ومن ثم تطور الأمر الى زراعة العبوات والقنابل الصوتية، وأنتشرت جهات لا يفهم من قصدها نشر السلاح الخفيف والمتوسط بالافراح والأحزان، ونشر الفوضى وإقتتال العشائر وربما يتطور الى تبادل إرسال السيارات المفخخة.
إن البصرة تمثل شريان العراق الإقتصادي والثقافي؛ لذا توالت المشاريع المشبوهة عليها، من إشغال العراق بحروب أداتها كان النظام السابق؛ الى محاولات إقتطعها عن العراق وحرمان العراق من وارداتها بعد 2003م، ومن ثم إشعال فتيل الحروب المجتمعية والعصابات، وإفقادها قيمتها التاريخية والمعنوية والإقتصادية للعراق.
تُرجم الإستهداف بشكل نشر الفوضى، وإخراج المدينة عن تقاليدها وموروثاتها، ونهب خيراتها بقوة السلاح.
مَنْ يستخدم سلاح ثقيل لسبب تافه؛ لا يتردد من زرع لغة الكراهية والعبوات؛ بدل زراعة النخيل والطيبة التي عُرفت بها البصرة، ومَنْ يقتل بريء بلا أسباب او يدفع نفسه للقتل بسبب العصبية؛ يمكن أن يكون إنتحارياً لنفس الأسباب، ومن  نتائج الأخطاء الكارثية التي إرتكبها بعض الساسة بحق البصرة وما يجاورها من محافظات؛ جعلت منها لقمة سائغة للعصابات والوحوش التي لا تقل عن ضرر الإرهاب، وهاهي البصرة بدل  أن تفكر بإعادة زراعة النخيل وتصدير منتوجاته؛ صار مدينة مستوردة للتمور وزارعة للعبوات الناسفة والقنابل الصوتية، وأن كثير من الساسة لا يفكرون سوى بأكل ما موجود؛ دون تخطيط إستراتيجي يجعل من إستقرار البصرة؛ مصدر تنمية إقتصادية للعراق والنتيجة سوادها خيرات.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك