المقالات

من طرح الإسلام مشوهاً.؟

1079 2017-03-04

محمد أبو النيل كتب ابو عثمان الجاحظ في رسائله، إستولى معاوية بن ابي سفيان على الملك، وإستبد على بقية أهل الشورى، وعلى جماعة المسلمين، من المهاجرين والأنصار، في العام الذي سميَّ بعام الجماعة، وماكان عام جماعة، بل عام فرقة، وقهر، وغلبة، والعام الذي تحولت فيه الإمامة ملكاً كسرويا،ً والخلافة غصباً قيصرياً.
شهدت السنوات الأخيرة، محاولات جادة، لتشويه صورة الدين الإسلامي، وجعل مبادئه وأهدافه، تُختزل في سلوك بعض الشخصيات، التي لم تأخذ من الدين الا إسمه، من أجل تضليل البسطاء من الناس، ومحاولة إقناعهم، ان لاحقوق ممكن الحصول عليها، ولاتمثيل الا من خلال إتباع بعض العاهات، والمصابين بآفة القصور الفكري.
الإسلاميون في العراق، يبدو ان أغلبهم لم يقرأ المعادلة بشكل جيد، بعد التغيير الذي حدث عام 2003، وأكلوا الطعم، وفعلوا ما أُريد منهم ان يفعلوه، بعدما فتحت لهم الولايات المتحدة الأمريكية، الباب على مصراعيه لإدارة الحكم في البلاد، وبقيت تلعب دور المتفرج، وهي ترى الفشل الذريع الذي مني به العراق وشعبه، والسرقات التي لم نجد لها نظير على مر التأريخ، لتأتينا في نهاية المطاف، وتخبرنا ان كل من يسرق ويرفع إسم الدين كعنوان له، او يقتل كما يفعل تنظيم داعش الإرهابي، هو فعلا من يمثل الدين الإسلامي، وفق المنظور الغربي، وان كان مندوبا أمريكياً للعب هذا الدور.
لم تقتصر محاولات تشويه الدين، على تعرية من يدعي إنتماءه للإسلام من السياسيين، واذا بحثنا في حملات التشويه، التي كانت مظهرا من مظاهر الغزو الفكري، نجد ان هذه الحملات، مست كل مايتعلق بالإسلام، من عقائد، وتأريخ، وتراث، ونسوا أولئك، ان الدين الإسلامي منهج وفكر وحركة إصلاحية، منذ 14 قرن، بقيت خالدة حتى بعد وفاة المعلم الأول، وقائد الإصلاح الحقيقي، النبي الخاتم، صلواته تعالى عليه وآله، ولم يُقيد وجود تلك الثورة الإصلاحية، برمز سياسي، او إشخاص، او زعامات.
هذه المعادلة الغربية، المطروحة في يومنا هذا، تسقط جميع الأديان، من حيث يشعر او  لايشعر من يقف خلفها، عندما تنسب سلوك جماعات إرهابية، او لفيف من المرتزقة، والمأجورين، او الإنتهازيين، للدين الإسلامي، مع اننا مازلنا نرى، صور قطع الرؤوس على جدران بعض الكنائس، ومازال حاظراً في الأذهان، تأريخ الحروب الصليبية، التي لم تكن أكثر من نزوات، لبعض القادة والأباطرة، في توسيع رقعة السيطرة والنفوذ، تلك الممارسات، لم تكن من صميم مناهج الأديان السماوية ومتبنياتها، كما هو الصراع الذي نراه اليوم، في نشر الإسلام، فشتان مابين من ينشر الإسلام المحمدي الأصيل، المتمثل في سلوك المرجعيات الدينية الشيعية وأتباعها تحديداً، وبشهادة الخصوم،  ومن يطرح الإسلام مشوها،ً كالوهابية ومشتقاتها داعش والقاعدة.
في الختام، بعد ماننطيها هي عبارة، جسّد مظمونها معاوية قبل 1400 عام، عندما قام بتغيير كل مفاهيم الإسلام، في إدارة الحكم، على الرغم من ادعائه كذبا،ً الإلتزام بتلك المفاهيم، ولافرق بين معاوية ومن يتخذ منهجه كوسيلة لإدارة الحكم، على الطريقة الإسلامية المشوهة، في القرن الحادي والعشرين، كلاهما وجهان لعملة واحدة، ولايمكن ان يتم تقييم الدين الإسلامي، على ضوء ممارسة بعض الافراد، وان حدث، تلك اذاً قسمة ضيزى.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك