المقالات

"فيتامين No"

1470 2017-03-02

رسل جمال الابناء هم ثمرة المستقبل، وحصاد الغد، وقادة البلاد، وهم اول لبنة في بناء الوطن، لكن ماهو حال ابنائنا اليوم؟ وماهو طموحهم؟ وماهي تطلعاتهم للمستقبل؟ استوقفني منظر تجمهر الاهالي امام باب المدرسة، وعند السؤال عن سبب، تبين ان منهم من ينتظر خروج ابنه من المدرسة، ومنهم من اوصل اولاده للتو، ﻷن دوام المدرسة مزدوج، فهناك فوج مقتحم وفوج قد افرج عنه ولك انت تتخيل المنظر!
لفت نظري ايضا، ان اﻷباء واﻷمهات هم من يحملون الحقائب، رغم ان ابنائهم لا يعانون من عاهة ، تذكرت حينها عندما كنا نعود من المدرسة تترك الحقيبة اثارها على اكتافنا، ولا اذكر اننا تذمرنا يوما، كما ان الاهل اليوم هم من يكتبون الواجبات المدرسية للابناء، اعتقادا منهم انهم بذلك يرفعون من مستوى اولادهم الدراسي، وهم على العكس يمسكون بمعول الخراب، ويهدمون بذلك البناء المعرفي لﻷبن،  وخلق منه شخصية اتكالية، كسولة غير مبالية، ولا  حتى مكترثة ، فاذا به يتخرج من الابتدائية وهو لا يجيد القراءة والكتابة بشكل صحيح، وهذه طامة كبرى.
اننا على اعتاب جيل، متنمر ومتدني بالمستوى الدراسي، حقيقة مرة لايمكن تجاهلها، فرغم ما توفر للجيل الحالي ، من رفاهية بعض الشئ، وزيادة ملحوظه بمستوى المعيشة العام، مالم يتوفر لغيره من الاجيال السابقة التي عانت من سنوات النظام السابق، ومارافقتها من ارهاصات الحصار الاقتصادي.
مما انعكس على اسلوب حياة عامة، تعود عليها الفرد العراقي وتأقلم وفق معطياتها، ورغم تلك الصعوبات، ظهر جيل من رحم المعاناة، مقدام مبدع ومجد، ومتفوق دراسي، وها هو اليوم يصول ويجول في كل الميادين، ويشهد له القاصي والداني، لانه اعطي الكثير الكثير من "فيتامين No" انه فيتامين العوز والحرمان، انه اشبه بالمصل المضاد، طعمه مر، اﻷ اننا ادركنا حلاوته فيما بعد.
فلا يمكن ان تكون كل طلبات الاولاد مجابة، ﻷن الحياة عبارة عن منظومة حقوق وواجبات، لابد ان تقدم ماعليك، لتأخذ ما لك، هكذا تعلمنا وأغلب الاحيان، كنا نقدم ما علينا من تفوق دراسي وغيرها من الامور الاخرى، ونغض الطرف عن حقوقنا، لان "فيتامين No" كان حاضرآ وبقوة.
حتى ادركنا ان عدم الحصول، على كل مانرغب قد يكون في بعض الاحيان من حسن الحظ، ﻷن الدلال لا يخلق رجولة، ولا يهيئ فرد يستشعر المسؤولية، ان تفهم الابن منذ سنينه الاولى، وضع عائلته وعدم تلبية جميع طلباته، يحثع على العمل والتفوق ليحصل على ما يريد، يجعل منه شخصية قيادية، تقدر العمل الجاد، اذ  تعلمنا ان الظروف الصعبة هي من تصقل وتصنع الرجال، وتجعل من الانسان  اقوى من ذي قبل، وتجعله محصن بدرع حديدي لا تخترقه رياح الفشل والخيبة.
ان ما اود ان اشير اليه، ان الجيل الحالي يعاني من نقص شديد ب"فيتامينNo"  واعراضه كثيرة منها، التذمر، الشكوى المستمرة، عدم تحمل المسؤولية، المطالبة بالحقوق دون القيام بالواجبات، ولكن هل يستمر الحال على ماهو عليه؟ 
الجواب، ان القليل من "فيتامين No"  نعطيه ﻷبنائنا قد لا يضرهم بل على العكس، فهو مفيد جدا،  اذ سيكون حافزآ لهم والتجربة خير برهان.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك