المقالات

كردستان وحلم الاستقلال

964 2017-02-11

 

عمار العامري    كردستان العراق؛ أرض الأكراد القومية, منذ مئات السنين, عانى ما عانى أهلها من ظلم الحكومات, وسطوة السلطات, والحروب المدمرة, وصلت للإبادة الجماعية, أتخذ زعماءه الجبال ملاذ آمن لهم لأجل تحريرها, من بطش الطائفية والدكتاتورية, فأمنوا بعدما عُزلت عن طيار بغداد عام 1991, وتأقلمت بعد التغيير, فقدح حلم الاستقلال بأذهان أبنائها.
   لا يخفى إن صراع أكراد العراق, يمتد لعقود طويلة مع السلطات الحاكمة في بغداد, للتدخل الخارجي, والحسابات الإقليمية الأثر البالغ في ما وصل اليه الحال في كردستان آنذاك, من زهق للأرواح, ودمار للمدن, وخراب البنية الاقتصادية والتنموية, مصير الاكراد لم يكن محصوراً داخل العراق, بقدر إن المصير مشترك, موزع على عدت دول مجاورة في مقدمتها؛ روسيا وإيران والعراق وتركيا وسوريا.
   إن الحديث عن استقلال كردستان العراق, لم يكن قديماً, بقدر إن الصراع كان من أجل الحكم الذاتي, لكن تصدر قضية الاستقلال المسائل الرسمية, برزت بعد التغيير 2003, نتيجة السياسات التي تستخدمها حكومة بغداد 2006-2014, أثر أعداد الميزانية العامة للعراق, التي باتت ورقة ضغط, ومساومة بين بغداد واربيل, لتحقيق مصالح سياسية معينة, خلالها يبرز أمر هام, متعلق بضعف اقتصاد الداخلي لكردستان.
   الاقتصاد؛ يشكل العمود الفقري في بناء أي كيان, عليه يعتمد مدى الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي, إقليم كردستان لم يملك اقتصاد جيد, يضاهي دول الجوار, ما يجعل ذلك معرقل كبير أمام طموحاته الأكراد, فيما يأتي عدم امتلاك الإقليم الجيش الوطني الموحد, عقبة مهمة تعيق التحديات المستقبلية, لاسيما إن كردستان لم تكن تتمتع بوحدة عسكرية مشتركة, فكلا القطبين فيها له جيش خاص.
   ما يجعل الجميع أمام أمر واقعي, هو عدم توفير وتهيئة الأجواء المناسبة داخلياً وخارجياً, فالأحزاب الكردية تعيش حالة من الصراع السياسي, وعدم التوافق فيما بينها, خاصة الاختلاف المعلن على رئاسة الاقليم, المحصورة في قيادة الحزب الديمقراطي, ما ينجر أصلاً الى الإخفاق الإداري في توحيد السلطة بين السليمانية وأربيل, فالظاهر أن الحكومة موحدة, وهذا باعث أعلامي جيد, لكن الحقيقة غير ذلك.
   وجود فجوات كبيرة بين الأطراف الكردستانية, يعطي مؤشرات, إن عدم الاستقرار الداخلي, لا يؤدي الى تفاهمات حول تقرير المصير, هذا الأمر يرجع لصوت الشعب الكردي, الذي يعاني الامرين بين الضغوط المعيشية, بسبب الضعف الاقتصادي, وعدم التفاهم مع بغداد, والمستقبل المجهول إذا تمت المغامرة بالاستقلال, لذا لا يرجح طرح قضية الانفصال بشكل حاسم وحازم, فنتائج الاستقلال في الوقت الراهن غير مجدية.
   رغم إن حديث حلم الاستقلال؛ يزداد كلما اشتدت الازمات داخل الاقليم, أو تأزمت مع بغداد, فالحلم الحقيقي للأكراد, ما زال يحبو, خاصة إن مسالة الاستقلال تحتاج للمزيد من كسب الأصوات الدولية والإقليمية, لكن الحقيقة تقول؛ إن كردستان لا يمكن أن تنفصل عن الوطن الأم, هذا ما تشير إليه الدلالات التاريخية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك