المقالات

التحالف الوطني ورمزيته السياسية للشيعة

1591 2017-02-01

عمار العامري

   التحالف الوطني؛ كان ومال زال منذ عام 2004, الممثل السياسي الاشمل عنواناً, والاكثر اعتماداً للأكثرية في العراق, بعيداً عن كل المزايدات الأخرى, التي يراهن أصحابها على وجود تصدع هنا وهناك, لأسباب معروفة, لذا فإعادة محورية التحالف من جديد, تجديد لرمزية قيادة شيعة في العراق, بشرطية عدم وضع العراقيل أمام مسيرته.

   بعد مرحلة أعادة البناء الداخلي له, وترتيب أوراقه من جديد عاد التحالف الوطني للواجهة, بدأت قياداته بالنزول للشارع, والاستماع للمشاكل, من خلال اللقاءات الميدانية مع السلطات التنفيذية والرقابية, والنخب الاكاديمية والاجتماعية في المحافظات, خطوة مهمة لزيادة التواصل, وتذليل العقبات بين الحكومات المحلية والاتحادية, خاصة بالمشاريع المعرقلة, وتوطيد علاقة الدوائر مع الوزارات فيما يخص, تطبيق قانون 21 للمحافظات غير المنتظمة بإقليم.

   التحالف الوطني؛ الذي يراد له أن يكون القيادة الفعلية؛ سياسياً وامنياً واقتصادياً للعراق, بالتعاون مع الأطراف الأخرى, لابد أن تكون هناك ثقة عالية في إدارته, منبثقة من روح التعاون والتكاتف الصميم, بين القيادة والقاعدة, وذوبان كل المشاكل الحزبية والفئوية والشخصية, المتراكمة خلال السنوات العجاف الماضية, فوحدة التشيع؛ لا تكون في دعم هذا الطرف, أو ذاك على حسابات الوحدة الشيعية نفسها.

   ما دام المشروع الاسلامي الوطني واحد, لابد أن تركن المصالح السياسية الأخرى جانباً, فمجريات الإحداث الإقليمية والدولية حاضرة, وتأثيراتها كبيرة على العراق, كونه معرض لكل الأزمات المتوقعة؛ الأمنية والسياسية والاقتصادية, ما يملي على ساسة البلد؛ التوحيد والتفاهم على الخطوط العامة لمستقبله, وهذا ما يحتاج وقفة تاريخية للقيادات الشيعية, خاصة في إدارة دفة التحالف الوطني, وعدم ترك الأمور سائبة لغايات ضيقة.

   الانتخابات؛ وما تفرزه, لا يمكن أن تكون بديلاً عن وجود الاطار العام للشيعة, فدخول كتل التحالف مجتمعة في قائمة واحدة, أفضل بكثير من دخولها متفرقة, فالقوة في الوحدة, ولا تجزئة يطلب من خلالها, تقسيم المكاسب بين التحالف, والكتل الشيعية التي تخرج منه قبل الانتخابات, كما ترغب أن تفعلها كتل تغاز الشارع حالياً, باستهدافها وحدة التحالف, محاولة الخروج عنه بأساليب ملتوية.

   الحالة الشيعية؛ لا تطمح بتصارع الاخوة فيما بينهم, والقاء التبعات على نفس التحالف, فكل الأمور مورد اهتمام, ولا تحتاج لمزايدات, من يريد الدفاع عن التشيع شعباً وعقيدة, عليه ركوب السفينة, لا يأتي بعد ذلك يطالب باستحقاقات, فالشارع العراقي عانى ما عانى من الفرقة والاصطفاف, والحالة الحزبية الضيقة, حتى نفرت الناس "كل الاحزاب", وامتعضت من شيء أسمه "دين", بسبب التصرفات الخاطئة.

   تبقى الرمزية للوطن والمذهب في أصل الوحدة, والقوة في توحيد الموقف, وتحديد الأهداف في السعي لتحقيقها جميعاً, فليس هناك طرف مقدم على أخر, فالتاريخ يحفظ الحقائق كما هي, وسيلعن كل أنسان على سوء عمله, ويرفع كل ذو شأن عظيم لمنزلته, فالبناء الشيعي بوحدة الكلمة, وليس هناك بناء من خارج السور.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
اياد قاسم الزيادي
2017-02-01
القوة تكمن في الوحدة، والضعف في التفرقة. كنت موفقاً استاذ عمار العامري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك