المقالات

البخاتي عنوان في القضية الإسلامية

2554 2017-01-31

عمار العامري

   تعد القضية الاسلامية, أعقد القضايا, وأشدها مواجهة للظلم والظالمين, منذ صدر الإسلام الى يومنا, وفي استمرار حتى يأذن الله تعالى, إعلان دولة العدل الالهي, لذا: لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى.. حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ, هذا ما أراده عزت إرادته لقضيتنا المقدسة, أن تسقى بالدماء الظاهرة, لتحظى بالمقام الرفيع.

   إن الحديث عن قضية الإسلام, والدفاع عن إحكامه ومقدساته, ارتبطت ارتباط وثيق بمذهب أهل البيت "عليهم السلام", فكان أتباعهم وأنصارهم هم الحماة عنها, والمقاومين من أجلها, جيل بعد جيل يحملون راية الجهاد والثورة والمقاومة, على امتداد البلدان, ليس هناك حدود معينة تفصل, مقدمات القضية عن نهائيتاها, لذا تجد قادة الركب؛ في كل مكان يقاتلون أعداءها, وفي طليعتهم؛ الشهيد صالح البخاتي.

  الشهيد البخاتي؛ ولد لأسرة علوية كريمة, بقضاء المشرح محافظة ميسان عام 1967, تربى في كنفها, وبين ظهراني السادة البخات, ارتوى طاعة الولاية, وعشق المرجعية, والولاء المطلق للقضية الإسلامية, نذر حياته من أجل ديمومتها, ورفض الأنظمة المستبدة, هاجر العراق نحو الجمهورية الاسلامية, مطلع الثمانينات من القرن العشرين, أنظم "لحركة حزب الله العراق" مشارك في عملياتها بالداخل, فأعتقل على أثرها عام 1984.

   تولى بعد ذلك, محور الدفاع المقدس في جزيرة كميت, قاد أخطر العمليات الجهادية وأشرسها ضد البعثيين, حتى اعترفت القيادات العسكرية البعثية بذلك, بالانتفاضة الشعبانية؛ برز من بين القيادات الميدانية, التي دخلت العراق لإدارتها, رغم الاثار المترتبة على نهايتها, لم يثنيه ذلك عن تنفيذ اصعب العمليات, فــدك مقر الأمن العام في بغداد عام 1994, بصواريخ الكاتيوشا, فأرعب النظام آنذاك وهز كيانه.

   بعد التغيير عام 2003, لمع السيد البخاتي؛ في ميدان العمل السياسي بعيد عن الاضواء, كان صاحب رؤى صائبة, لتقويم مسيرة الحركة الاسلامية, فكان مصداق لمقولة شهيد المحراب: "لا التمس في هذا السيد الا الصدق الطاغي" فصدق القول على الفعل, فكان أول المدافعين عن حرم السيد زينب "ع" بسوريا , فأسس "سرايا أنصار العقيدة" عام 2014, وقادة كتائبهم بمعارك الحجيرة والبويضة.

   عندما استمكنت العصابات الارهابية, من التمدد بالمحافظات الغربية في حزيران 2014, أسهم بقيادة سرايا الجهاد في معارك؛ "الشاخات والضابطية, وعزيز بلد وجرف الصخر وتكريت وبيجي, وجبال حمرين, والثرثار وذراع دجلة, الصقلاوية, وستبقى "معركة البو شجل" عنوان بارز في تاريخ البخاتي؛ قيادة وتخطيط, وسيرتفع صوته مدوياً, كلما ستذكرنا معركة الصقلاوية؛ "ها نحن؛ دخلناها محررين فاتحين منتصرين, ناصرين ومحررين للأهل والارض والعرض".

   الا إن دعاءه بنيل الشهادة, كان استحقاقه الذي تكرم فيه, يوم ولادة الإمام المهدي المنتظر "عج", بالخامس عشر من شهر شعبان, الموافق 12/ 6/ 2016, ليكون مسك الختام لمسيرة حافلة, بالمواقف المشرفة والبطولات الرائدة, من أجل القضية الاسلامية, التي كان الشهيد صالح البخاتي؛ أحد أبرز رموزها في إيران والعراق وسوريا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك