المقالات

الأسرة عقدا لا تدعه ينفرط


عدنان السريح 

المرأة هي الوعاء المبارك الطاهر؛ فكل ما كان ذلك الوعاء نقيا من الشوائب، كان نتاج الوعاء طيبا مباركا. 

لقد علمنا أئمتنا اختيار المرأة الصالحة للزواج، فحين أراد الإمام أمير المؤمنين "عليه السلام" الزواج بعد استشهاد الزهراء (عليها السلام)، قال لأخيه عقيل (رضي الله عنه) وكان نسابة عالماً بأنساب العرب وأخبارهم: (أنظر لي امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاماً فارساً) فقال له تزوج أم البنين الكلابية؛ فإنه ليس في العرب أشجع، من آبائها فتزوجها. كانت أم البنين صافيه كسبيكة الذهب، كان إيمانها عميقا مثل البحر، و دافئا كضوء الشمس؛ و قد أحسن أمير المؤمنين علي ‏"عليه السلام‏" في اختيارها أما لولده أبي الفضل العباس‏(عليه السلام‏). 

ورد أنها يوم رجع الناعي ينعى الحسين الى المدينة، كانت في طليعة المستقبلين لبشر بن حذلم، و هو ينادي برفيع صوته: (يا أهل يثرب لا مقام لكم بها قتل الحسين فادمعي مدرارا الجسم منه بكربلاء مضرج و الرأس منه على القناة يدار) و لما وقع بصرها على الناعي لم تسأله عن العباس، ولا عن أي واحد من أبنائها الذين قتلوا مع أخيهم الحسين، وإنما سألته عن الحسين ‏(عليه السلام‏)، لقد كانت أم البنين بحق طيبة مباركة صالحة. 

نورد هنا قول السيد على السيستاني حفظه الله (ايها الأب أترجاك أعطي من وقتك شيء لتوجيه هذه الأسرة علَم الأبناء ما هي القيم الحقيقية وما هي الشي، والتكنولوجيا والتطور لا يعني عدم الأخلاق نحن عندما نستعمل هذه الأمور استعمالا سيئا قطعا ستنتج الأشياء نتاجا سلبيا). إذا على الأب وألام أن يكونا مربيين صالحين حقيقيين، يعطون أبناءهم الوقت الكافي من الإهتمام؛ فالأب عندما يتحدث مع أبنائه يدخل الى أعماق قلوبهم، يستمع الى ما يفكرون ويوجههم الى القيم التي تنمي في نفس الابن والبنت؛ الأخلاق الفاضلة والصدق والأمانة، والعفة والحياء والكرم والشجاعة والحلم، كما أن على الآباء الاهتمام بالملبس يجب ألا يكون الملبس فاتنا لا يراعي القيم الإسلامية ولا الأعراف. 

أن البنية الإسلامية لمجتمعنا نواتها الأسرة؛ فان صلحت صلح المجتمع. أذا هناك مسؤولية كبيرة جدا على عاتق الآباء، أن الأبناء هم مشاريع آبائهم؛ فمن منا لا يريد أن يرى مشروعه ناجح. هؤلاء الأبناء هم مشاريع، عظيمة وجسيمة لأنهم إفراد الأسرة، التي منها يتكون مجتمعنا. 

من نتاج الأسر الكريمة؛ تلك المشاريع الصالحة التي لبت نداء المرجعية الرشيدة، لفتوى (الجهاد الواجب الكفائي)، كان أبنائنا مشاريع استشهادية في سوح القتال يذبون عن وطنهم وأرضهم ومقدساتهم يجودون بأنفسهم، طاعة للمرجعية الرشيدة، على الآباء أخذ العبرة من هؤلاء، كيف كانت مشاريعهم في أسرهم وأبنائهم؛ والعودة الى أنفسهم ولملمت أسرهم وأصلحها؛ فإن انفرط عقدها لا يمكن، أن يعود الى ما كان عليه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك