المقالات

حقيقة الصراع الفكري في العراق

1039 2017-01-28

عمار العامري    أخذ الصراع الفكري في العراق, يتوسع وتزداد هوته يوماً بعد يوم, نتيجة لتبني أطرافه مواقف متشددة, بناءً على أسس أطروحاتهم, هذا ما جعل الساحة الفكرية تحتقن من جديد, بموضوعات "وجود الله, كيف وجد؟ ما آليات اختيار الأنبياء" وغيرها, مما تبناها الالحاديون سابقاً, بمسمى "الشيوعية", فيما عاد من جديد بمسمى "المدنية".
   الحديث عن النظرية الإلحاد, لابد أن يناقش تطبيقاتها العملية, وتعاد للذاكرة أمجادها التي يتغنون فيها أنصارها, عبر عقود خلت, كان لرائحة الدم, ولونه الأحمر طعم خاص, بعدما رفعوه شعار, بدون أن يخبروا الذين صفقوا لهم, "بوطن حر وشعب سعيد", وتسابقوا للانضمام لمنظماتهم "أنصار السلام والسلم والتضامن" بحقيقته,  فلم ينتبهوا إن المعنى الحقيقي, للون الاحمر هو "الدم" أو "الموت الأحمر " القتل.
   المدنية سابقاً؛ تدعو لأنكر وجود الله سبحانه وتعالى, وأنكار التعامل مع كل القوى المعنوية, أرجعوا كل الكون الى صيرورات الطبيعة, فاطلقوا الاكاذيب باحترافية عالية, بعيد عن كل الضوابط والقيم والمعايير, رفضوا ممارسة الظلم الاجتماعي الذي يمارس "باسم الدين", بينما تجاربهم في القرن الماضي عامرة بالدماء, والظلم الاجتماعي, وإنتاج الأنظمة الديكتاتورية, فلم يرسموا السعادة على قلوب المواطنين, بالعكس سلبوها من القلوب.
   الهدف الذي جاؤوا فيه لبناء الشخصية الانسانية, هو أبعاد الناس عن الدين, وإباحة المحرمات لهم, مما خلق تفكيكاً للمجتمع, وانحلال لتركيبته الاسرية, حيث يفرغ الانسان من الحالة الروحية, للاستعاضة عن ذلك, بتعاطي المخدرات والمشروبات الروحية, ما جعل المجتمعات تبني نفسها على أساس الصراع والتنافر والحروب, وبذل الاموال الطائلة من أجل التسليح, والسلم لديهم التهريج القائم, بالاعتداء على الاخرين بالسب وتشهير.
   المشكلة التي حدثت بالعراق؛ تكمن بالتجربة السياسية الحالية, والتي تصدى لها الشيعة بعنوان الإسلام السياسي, هذا التقديم كواجهات, كان خدعة كبيرة, أنطلت على الكثير, وتم تعويم إخطاء الشخص والشخصين فيها, وتحويلها الى أخطاء المجموع, وحمل هذا على التشييع, رغم أنها صورة خداعة لصورة التشييع الحقيقية, ولا تمثل الحالة الدينية, بقدر تمثيلها للمدنية المتأسلمه, وبشهادات الكثيرة من رموز الاسلام السياسي المدني.
   فيما تحدث الإسلام عن التعاون على البر والتقوى, هذا هو مشروعه النظري, فالحضارة الاسلامية؛ بنية على أساس روح التعاون والتكاتف, والثقافة الاسلامية تتحدث عن هدف الارتباط مع قائد الحقيقي للمجتمعات كافة, بناءً على قوله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" لذا فالأطروحة الاسلامية؛ ستقدم تطوراً تكنولوجياً بالغاً في التقدم والازدهار, لان المشروع القادم للبشرية لن يكون, الا المشروع الاسلامي الحقيقي.
   مما نعتقد فيه جازمين؛ إن الدولة العراقية الجديدة, كانت وما زالت بيد الالحاديون والطائفيون والبعثيون, الذين يمثلون أدواتها الحقيقية, وبأيديهم مقاليد إدارة الدولة العميقة, رغم إقرار التشريعات الجديدة, وإن التوافق على مبدأ "البقاء للأقوى", جعل الاسلاميون لقمة سائغة للمدنيين, الذين يسيطرون على مؤسسات الدولة, بينما الإسلام السياسي يسيطر شكلياً فقط.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك