المقالات

السلاح سيحسم الانتخابات القادمة

925 2017-01-20

عمار العامري    الانتخابات؛ كانت وما زالت أرقى ممارسات الديمقراطية، التي تمارس في انظمة العالم، من أجل الوصول للحكم، تعبر الشعوب فيها عن أراءها بكل حرية، لاختيار من يمثلها في مواقع السلطة والقرار، كان نظام رئاسياً أو برلمانياً، ولكن عندما تفرض أساليب اجبارية، للتعبير عن الرأي، فلا تعد الانتخابات ديمقراطية، خاصة باستخدام السلاح.
   ما صرح فيه رئيس الوزراء مؤخراً: "لا نسمح بتحول التنافس الانتخابي المقبل الى السلاح" يعبر عن تناقض الرجل في تصريحاته, خلال ثلاثة أيام خلت, صرح شخصياً في مؤتمر حوار بغداد بقوله: "نستغرب من تخوف البعض من مرحلة ما بعد داعش" التي كان يرى فيها مرحلة اعتيادية, تمضي الامور كما يشتهي الشعب, سوى ما عبر عنها "بالتسوية المجتمعية" التي طالب فيها.
   ما يهمنا تصريحه؛ "عدم السماح استخدام السلاح بالاستحقاق الانتخابي", كأنما رئيس الوزراء يعلم, إن القوى السياسية ستستخدم السلاح, كوسيلة لفرض اراداتها في الانتخابات القادمة, وهذا ما يتخوف منه العراقيين جميعاً, فاذا كان رئيس السلطة التنفيذية يحذر من الآن, بعدم القبول ذلك, فهذا يعني إن السلاح سيستخدم بنسب متفاوتة, بتحديد نوع القوى الصاعدة للانتخابات البرلمانية, وربما في اختيار الكابينة الحكومية ايضاً.
   أذن؛ أين أصبح تصريح عدم التخوف من المستقبل؟ أمام عدم السماح بالسلاح في الانتخابات, فيما لم يشير سيادة الرئيس, أي نوع من الاسلحة يقصد؛ الخفيفة أو المتوسطة أم الثقيلة, لاسيما وهو الداعي؛ لمنع المظاهر المسلحة, تعليلاً لعدم التخوف, الذي استنكره قبل أيام, فالسلاح اليوم أوغداً, يبدو سيخرج من سيطرة الدولة, ويكون "المرشح المسلح" سيد المارثون الانتخابي القادم, أمام تخبط السلطة.
   المرحلة القادمة؛ يبدو أنها تنذر بخطر كبير, يداهم العراق في مرحلة ما بعد داعش, خاصة والبلاد على أعتاب حقبة جديدة, مع عدم وجود حلول حقيقية بالأفق, لدرء المخاطر التي يتوقعها الخط العقلاني المعتدل في العراق, أمام تصريحات متناقضة, كثيراً ما تصرح فيها, شخصيات الخط الانتهازي, الساعي لكسب  الجولة الانتخابية القادمة, باستخدام بنفس اساليب التهاون وتظليل الحقائق, واستغلال انتصارات القوات الامنية.
   تصريحات من هذا النوع, تصدر عن أعلى شخصية تنفيذية في البلد, لها مدلولات خطيرة, فتارة يستهجن التخوف من المستقبل, الذي يعده الاخرين مستقبل غامض, أمام احتمالات؛ التسوية والتقسيم والاقتتال, وبين استخدام إشارات واضحة, ستتحول لاحقاً لقرارات إجرائية, بوجه كل من يستخدم السلاح بأنواعه, لفرض إراداته, أو تقييد الاخر بتغيير وجهات نظرهم, ما يعكس الاضطراب الحقيقي, الذي تعاني منه الشخصيات النافذة.
   العراق الى أين؟ هذا السؤال الاهم, الذي لم نجد له جواب, أمام عدم إخلاص أصحاب القرار, وضعف الوعي المجتمعي, لدى ابناء الشعب الذين اختلطت عليه معايير اختيار الافضل, ممن يكون مرشداً وموجهاً له, أمام التحديات الخارجية, والتناقضات الداخلية؛ السياسية والامنية والاجتماعية, والبلد بين التخوف من المستقبل, والتعالي على المعطيات الواقعية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك