المقالات

الإنعطافة في العلاقات العراقية التركية

1007 2017-01-15

 

وصلت العلاقة بين البلدين، لأسوأ حالاتها منذ أشهر؛ بسب تواجد القوات التركية، في شمال العراق، وما رافقها من تصريحات إستفزازية، من المسؤولين الأتراك، وعلى رأسهم أردوغان. 

السياسة التركية شابها كثير من التخبط، على المستوى الداخلي، والخارجي، ففي الوضع الداخلي، تم معاقبة شرائح كبيرة، من المجتمع التركي، بعد الإنقلاب الفاشل، وفصل الآلاف من العسكريين، والموظفيين المدنيين، وسجن عدد كبير منهم، وملاحقة الفصائل السياسية الكردية، وإعتقالهم، إضافة إلى تحدي الإرهاب، الذي أخذ يضرب بشراسة المدن التركية، إذ لا يمر أسبوع، إلا ويشهد إنفجار دموي كبير، وأصبحت تركيا، أسوأ من العراق في هذا الجانب. 

أما الوضع الخارجي، فقد ساءت علا قات تركيا، مع كثير من الدول، التي كانت حليفة الأمس، كحلف شمال الأطلسي، وأمريكا، وروسيا التي كادت تصل الأمور، إلى الصدام، والحرب، بعد إسقاط الطائرة الروسية، لولا تدارك أردوغان خطأه، وأعتذر لروسيا، وأعاد العلاقات معهم، وأسفر هذا التفاهم، عن إتفاق حلب الناجح، الذي مثل تحول في العلاقات، والتحالفات الدولية، في المنطقة، أما علاقات تركيا الإقليمية، فيسودها الخلاف، والتقاطع مع إيران، حول سوريا، والخلاف مع العراق، و مصر ،وأخيرا مع بعض دول الخليج. 

من هنا أدرك الأتراك، أن السياسة العدائية تجاه العراق، غير مجدية، وأن إستمرار تواجدهم العسكري، في شمال العراق، سيعرضهم للإصطدام مع العراق، بجيشه، وحشده، ومع حلفاء العراق، بعد تحرير الموصل، وبهذا سيدخوا معركة خاسرة، من كل النواحي، العسكرية، والسياسية، والإقتصادية، فضلا عن البعد الإستراتيجي. 

إن زيارة رئيس الوزراء التركي إلى العراق، خطوة جيدة، وتراجع عن السياسة السابقة، لحل الخلافات بين البلدين، والعودة بالعلاقات إلى سابق عهدها، وفي ذلك مصلحة للبلدين، فكانت تلك الزيارة، تعد إنعطافة كبيرة، في العلاقة بين العراق وتركيا، وأسفرت عن نتائج مهمة، إذ تعهد الأتراك، بسحب قواتهم من العراق، وإحترام سيادته، والتعاون في ملف النفط بشفافية، وإدارة الموارد ا مائية، وغيرها من الملفات الإقتصادية المشتركة. 

حين يتحول عدوا العراق، إلى صديق، فهذا مكسب للعراق، وسيعطي زخما إقليميا، ليكون العراق، أحد الاعبين الأساسيين في المنطقة، بعد أن كانت تتلاعب، به المصالح المتضاربة في السابق، وذلك لصمود شعبه، وقوة جيشه، وحشده، والإنتصارات الكبيرة المتحققة، على قوى الإرهاب، وما التصريحات التي أطلقها، قادة الحشد الشعبي، عن مطاردة فلول الدواعش في سوريا ،إلا دليل على أن العراق، أصبح رقما صعبا، في المعادلة الإقليمية. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك