المقالات

تفجيرات بغداد ليست مصرف الزوية..!

1130 2017-01-04

عمار العامري

   تواصل القوات الامنية تقدمها في قاطع عمليات تحرير الموصل, وهذا بحد ذاته انتصار كبير يحسب للعراق, جاءت هذه الانتصارات مع النصر الفاتح لمدينة حلب الاستراتيجية في سوريا, والذي تزامن معه رد فعل للعصابات الارهابية, باستهدافها المناطق الامنة في بغداد والنجف, وسيلة لفك الاختناقات عليها, رافقها تصريحات غير مسؤولة لأمنيين العراقيين.

   تصريح جاء عن, رئيس اعلى سلطة امنية تشريعية بالبلاد, بألقاء اللائمة في التفجيرات الاخيرة على جهات سياسية لم يسميها, يعد خيانة للأمانة التي قسم من اجلها, ويدل إن هذا المسؤول الامني ليس رجل أمن, ولا يفهم بالشأن الامني, ولا يفقه بالأمور السياسية, ما جعله يربط التخبط السياسي, الذي يعيش فيه مع مجريات الحرب ضد الارهاب, ليعطي ذريعة للتغطية على داعش.

   لمناقشة ذلك, رجل الامن من يطلع الشعب على حقائق الامور, وليس تسويفها, ومن يغالط بذلك, لا يعي حجم المسؤولية المتصدي لها, وصاحب التصريح انكر اعلان داعش في تبنيها لتلك العمليات الاجرامية, الامر الذي يذكر في "قضية مصرف الزوية", وكيف تعامل معها المنافقين؟ ممن لم يرعى المسؤولية الوطنية والاخلاقية والقانونية, ما جعله يصرح بلا دليل, ومن منطلق عدم الاهتمام بما سيكون.

   المعروف رجل الامن, من يقترح خطط امنية للوضع المتردي, ويضع المعالجات, ويوجد الحلول لها, ويبحث عن الحقائق, لا أن يتصدى للأعلام بتصريحات فارغة, تربك الوضع العام للدولة اولاً, كونها ذات ابعاد سياسية, والوضع المجتمعي ثانياً, كونها لا تنم عن اطلاع امني, سوى فقدان ثقة الشارع المتابع له, بالأجهزة الامنية ومسؤوليها وقياداتها, من خلال كيل الاتهامات مستفيداً من الوضع السياسي الحالي.

   هذا التصريح؛ يهدف لخلط الاوراق على العراقيين, لأجل التنافس السياسي بالبازار انتخابي, والعاقل يعرف ما يفكر فيه هذا المسؤول, وما يسعى له, فليس من باب الوطنية, أن يدافع بشكل غير مباشر عن داعش, العدو الاول للعراق, وبالمقابل تحاول أن يصدق الاخرين كلامك, فالشعب العراقي يحرق بنار الارهاب, والقوات الامنية تنتصر في الموصل, والمسؤول يتخبط بتصريحاته, ما يعطي مؤشر خطير للمستقبل.

   تصريحات غير دقيقة, تأتي من باب تظليل الحقائق, فهل تعد من ادبيات الفكر السياسي لمن يطلقها؟ ومن يصدقها, وماذا بعد هذه الاتهامات الكاذبة؟ سوى الخضوع والخنوع للمشروع الامريكي القادم لمرحلة بعد الموصل, ويبقى انكار الحقائق يدل على عدم وجود حس امني, وتخبط سياسي, وغياب الاستشراف المستقبلي لدى من يفعل ذلك.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك