المقالات

مستقبل العراق أمام ثلاثة خيارات

1535 2016-12-17

عمار العامري

   ما بعد مرحلة داعش في العراق, وتحرير الموصل أخر قلاع الإرهاب, وبزوغ فجر جديد, سيصبح مستقبل العراق على مفترق ثلاثة خيارات, ليس لأنه اختار ذلك! ولكن ما بعد 2003 لم يستقر له حال بين؛ فساد الدولة العميقة, وشبح العصابات الإجرامية, والحرب الناعمة سلاح الانهزاميين, ما جعل الشعب يفتقد للاختيار الأمثل.

   خلال السنوات الماضية من عمر العراق الجديد, طرحت عدة مشاريع إستراتيجية, ترسم للعراق مستقبل مستقر, ولأبنائه حياة مزدهرة, لم يمضي منها سوى الدستور, ليس لاتفاق الجميع, ولكن لان ماكيناتهم الحزبية والإعلامية لم تنضج مبكراً, وإلا ما بعد الدستور كل شيء تمت معارضته, سوى استفحال الفساد والمفسدين, وغياب الوعي الحقيقي, مقابل انصهار النخب ضمن مشاريع الاستهداف السياسي, وتغييب المصالح الأعلى للوطن.

   فأفضل الحلول السياسية والإدارية لعراق ما بعد صدام, كان مشروع (الفدرلة أو الأقلمة) المنبثق من الدستور كعقد اجتماعي, والذي نجح نجاح كبير في كردستان, إلا إن وقوف أصحاب الأفكار الشمولية من البعث وبعض الشيعة, وبدعم إقليمي, جعل أبناء الوسط والجنوب لقمة سائغة بفم الإرهاب, حتى رفضت بعده العديد من المشاريع والمبادرات السياسية والاقتصادية, ليس عن دراية, ولكن بسبب المزايدات السياسية.

   الاختيار الأول؛ العراق أمام تحدي مصيري لما بعد الموصل, فالشرق الأوسط مقبل على تسوية عامة, ستفرض على المنطقة, إذا لم يكن العراقيين واعين لما يجري, فوفق السياسة الدولية انتهت اتفاقيات المائة عام الماضية, ولابد من اتفاق جديد يضمن للقوى الكبرى مصالحها, فمشروع الشرق الأوسط الجديد, وإعادة تقسيم دول المنطقة لدويلات صغيرة, هو ما يعمل عليه داخل أروقة السياسة والمخابرات الدولية.

   الاختيار الثاني؛ الاقتتال ما بين أبناء الوطن الواحد, فما بعد الموصل لا يمكن إن تنزع الفصائل المسلحة أسلحتها, لاسيما وإن فيها الكثير من العناصر غير المنضبطة, والتي تميل لفرض نفسها عبر قوة السلاح, وربما يتمادى بعضها على الأخر, ما يؤدي لخلق حالات من الاضطراب الداخلي, وإن إحداث الجنوب؛ وما اتبعها من تصعيد إعلامي, دليل على بروز تلك المظاهر غير الحميدة.

   الاختيار الثالث؛ التسوية والتي يراهن التحالف الوطني على أنها أفضل الحلول, إذا ما وضعت القوى السياسية والمجتمعية مصلحة العراق العليا, ومستقبل أبنائه فوق مصالحها الحزبية والشخصية, وتفهمت كل فئات المجتمع العراقي, لاسيما النخب السياسية والثقافية والمدنية أهمية مشروع التسوية, وابتعدت عن (الرفض غير الواعي), والذي بدأت تمهد له بعض الجهات السياسية, والمؤسسات الإعلامية عبر وسائل الحرب الناعمة وطرحه بأساليب خبيثة.

العراق أمام هذه الخيارات الثلاثة؛ لا يمكن أن يطرح خيار رابع, فالدول الكبرى تريد فرض إرادتها, إذا لم يختار العراقيين أفضل الحلول للخروج من أزمة المستقبل المجهول, وعدم المضي بالتسوية التي تجنب البلاد الكثير من الدمار والخراب, فقطعاً الاقتتال سيكون هو الطريق الذي سيفرض بعنجهية السلاح, وليس هناك حل أخر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك