المقالات

شهداء الحشد الشعبي مقصد الجبوري أنموذجاً

3769 2016-12-10

عمار العامري    عندما يتهم أصحاب الأطروحة اللادينية؛ الإسلاميين بأنهم لا يملكون الوطنية أقف متحيراً, هل فعلاً كانت شهادة الشيخ مقصد الجبوري وزملائه, ليست من اجل الوطن؟؟ كما يدعي أولئك, عندما هبوا لتلبية نداء المرجعية الدينية, آم التنافس السياسي أباح لهم تلك الادعاءات, فعمامة الشيخ مقصد؛ فندت ذلك, لأنها مجاهدة وأكاديمية, ومبلغة وشهيدة.
   على خلاف الكثير ممن نتحدث عن جهادهم وتضحياتهم, أو نكتب عن سيرهم ومواقفهم المشرفة, فالأغلب ترجع لعائلات فقيرة, وبيئات متواضعة, إلا إن حب الوطن فيهم كبير, والإيمان بعقيدتهم أكبر, والقليل ممن نال وسام شرف الشهادة, كان يمتلكون وضع اجتماعياً أو سياسياً مرموقاً, ومن تلك الفئة القليلة؛ كان الشيخ الشهيد مقصد الجبوري, أو كما يسمى في مدينة الإمام القاسم (بالشيخ مكَصد).
   فالشيخ الشهيد مقصد؛ ينسب لقبيلة جبور القاسم, وعائلته هم زعماءها, فهو (ابن أجاويد) كما يقال, وقد غذته تلك الأسرة الولاء للمرجعية وحب الوطن منذ الصغر, وقل ما تجد ابن عائلة مبلغ ومجاهد, ومهتم بالقضايا الاجتماعية والثقافية, ورعاية الأيتام, والشهيد رب لأسرة, ولديه خمسة أطفال, ويمتلك من الخصال الحميدة, ما جعلته أخاً وصديقاً لكل من يعرفه, وأبا حنوناً لكل أبناء القاسم.
   بعد تغيير النظام في بغداد عام 2003, برز الشيخ الشهيد من بين الناشطين بمدينة القاسم, فقام مع مجموعة من زملائه بفتح (مدرسة القاسم الدينية) بعد ثلاثة شهور من التغيير, وعمل فيها على كسب الشباب, وإدخالهم دروس في مقدمات العلوم الدينية, فكان ذو ذهنية وقادة, ومثابر على الدرس والتدريس, ما أن أتم المقدمات حتى شرع بتدريسها, وعمل في مجال التبليغ الإسلامي.
   تميز الشيخ مقصد بأخلاقه؛ فكان صاحب الأخلاق العالية والرفيعة, ويتمتع بالهدوء التام, لم تجد له ضجيج في العمل, إنما هو صاحب السكينة والوقار أينما حل ونزل, فسكن بيت متواضع, يعيش فيه بحياة كريمة متواضعة, يصرف اغلب وارداته على إعمال التبليغ ورعاية الأيتام, فساهم بفتح فروع لمؤسستي العين واليتيم الخيريتين في القاسم, ناهيك عن تأسيسه ورعايته لمؤسسة النبأ للشؤون الاجتماعية والثقافية.
   بعد صدور فتوى الجهاد المقدس من قبل المرجعية العليا, استنفر الشباب القادر على الجهاد من أبناء مدينته, وعمل على تشكيل (فوج القاسم), كان مواظباً على الحضور مع المجاهدين, فشارك في معارك جرف الصخر وجبال حمرين وتحرير تكريت ومعارك الخالدية حيث استشهاده, والتحق سابقاً في جامعة القادسية, فكان طالباً بكلية التربية قسم اللغة العربية المرحلة الرابعة في يوم نيله شرف الشهادة.
   هكذا تكون العمامة الشهيدة في دفاعها عن الأرض والعرض, حيثما يحتاجها تجدها في مقدمة الركب, طالب أكاديمي, وأستاذ في الحوزة العلمية, ومبلغ في مواسم الإرشاد, وأب وصديق بالمؤسسات الخيرية, ومجاهد على سواتر العز والشرف, فأينما يكون هو ذلك الإنسان المخلص, والمتفاني من اجل الوطن والعقيدة, حتى نال وسام الشرف شهيداً.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك