المقالات

المرأة العراقية و"البايسكل"من حقوقها؟!

3939 2016-12-02

سيف أكثم المظفر
أنتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صور لفتاة وهي تقود دراجة هوائية، في أسواق محافظة بغداد، وعدّها بعض الناشطين، تلك الحالة بأنها كسر للأعراف الاجتماعية، وعبر آخرون بكونها نوع من الحرية، التي حصلت عليها المرأة العراقية، ووصفها البعض بالتحرر، وهي خطوة لتنال النساء بعض من حقوقها المسلوبة، في ضل مجتمعات محافظة لا تروق لأصحاب ومدعي التمدن والعلمنة، كون عقولهم قائمة على النظرة الشهوانية للنساء فقط.
حبيبي الناشط المدني، الفرحان بركوب أختك لتلك الدراجة، وتعدها منجز وثورة ضد الأعراف جدتك، هل سألت نفسك! وحركة عقلك؛ ليجيبك أحقا إن «البايسكل» هو من حقوق المرأة المسلوبة؟
أتعلم حبيبي مدعي المدنية، أن المرأة اليوم تعاني من اضطهاد وعنف بسبب أمثالك من رواد البارات، كونك تدخل البيت وأنت فاقد الوعي، وتعرض زوجتك وأطفالك للعنف والضرب أحيانا.
هل تعلم عزيزي، أن هناك حالات اجتماعية سلبية تقع ضحيتها المرأة أهم من "البايسكل"..! 8456 حالت طلاق في شهر الماضي في العراق، 2445 فقط في بغداد فقط، حسب بيان مجلس القضاء الأعلى، هل تعلم أن نسبة 70% من الأمية في العراق هن النساء؟ هل تعلم أن معدل الأرامل في العراق زاد بخمسة أضعاف عن السابق، هل تعلم أن معدلات النساء في العراق انخفض بنسبة 10% عن السابق، أليس من الأحرى بنا أن نحارب سلبيات المجتمعية التي تعيق تطور المرأة، وتوعية الأهل بضرورة إكمال تعليم بناتهم، وزيادة الوعي الثقافي؛ كونها هي الطبيبة والمدرسة والأستاذة والمربية والأم، وهي نصف المجتمع بل هي كل المجتمع.. الذي يجب أن يصل إلى أعلى المراتب الثقافية كي يخلق لنا جيلا من الشباب الواعد، لمستقبل بلدنا الذي ضاع بين سارق مدعي الدين، وكأس الخمر.
الأفضل لتلك العقول الشهوانية، التي تناقلت صور الدراجة الهوائية، وعلى سرجها يطفوا بحر هائج، اخذ بمده؛ عقولهم، وبجزره؛ عيونهم، ليصورُ للعالم إن المرأة قد نالت حقوقها بذاك السرج، وتلك الهيئة، لا نعلم لماذا تنظر تلك العقول، للنساء كأنهن خلقن للجنس فقط، ويجب أن تظهر مفاتنها في الشارع، كي يتمتع بها الجميع، حالها حال السيارة (البورش)، أو يتصورها البعض أنها وجدت لإشباع نزواته الجنسية، ثم يرميها للكلاب السائبة من رواد الملاهي وعصابات الاغتصاب.
هل تعلم حبيبي أن حالات العنف التي تتعرض لها المرأة من اغتصاب وضرب في العراق وبغداد تحديدا تضاعف إلى عشرات المرات؟ هل تعلم إن التحرش بلغ حدود خطرة في العراق.
لا نعلم كيف ينقل البعض الصورة السلبية، وينمقها بالحرية والأنفتاح ثم يبثها على أنها صورة من صور التطور للمرأة!
علما؛ أن معظم النساء تمارس ركوب الدراجة الهوائية في النوادي الرياضية ، الحدائق الخاصة في المنازل، وهناك كثير من الفعاليات الجميلة التي تقوم بها، دون أن ترخص نفسها للمارة، وتجعل من أنوثتها مصدر للجذب.
هل ترضى لابنتك أن تضع أردافها على ذاك السرج؟ كي يتمتع الجميع بالنظر إلى مؤخراتها وهي تجوب الشوارع!
كل شخص حر بعرضه، بس مال تقنعني أن "البايسكل" قد وفر للمرأة الحرية، و نالت به حقوقها، فبالعافية على "البايسكل" مع التحية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك