المقالات

إقرار قانون الحشد تجسيد للوطنية

1284 2016-11-26

عمار العامري

   لم يتعرض العراق لما تعرض له في حزيران 2014, منذ مئة عام خلت, غزو لا يعرف سوى لغة القتل والتدمير, جاء بأفكار تكفيرية لكل من يعارض توجهاته, غطائه ديني وجوهره سياسي, يتحرك وفق أجنده عالمية, سعى لاحتلال العراق, لولا نهضة الحشد الشعبي, الذي نقف على أعتاب استحقاقاته الوطنية والأخلاقية والقانونية.

   الحشد؛ القوة العقائدية التي هبت تلبية لنداء المرجعية الدينية, وأوقف تمدد تلك العصابات الإجرامية, عندما بات الاقتتال على سوار بغداد, وضحت القوات الأمنية غير قادرة على مواجهة التحديات, التي عصفت بالمنطقة والعراق خاصة, نتيجة لسقوط الموصل, وانهيار الجيش في المحافظات الغربية, ولم يبقى أمام الجميع خياراً لولا العناية الإلهية, وتدخل المرجعية الدينية في الوقت المناسب, وإصدارها للفتوى التاريخية بالجهاد المقدس.

   بدأت سرايا الحشد تأخذ على عاتقها تحرير المدن, ومسك الأرض فيها, ما إعادة التوازن لصالح العراق, وبدأ الجميع يتعاطف ما تضحيات ومواقف الحشد المشرفة, فسقط على تراب الوطن المئات من أبنائه دفاعاً عن الأرض والعرض والمقدسات, وجرح الآلاف ممن وقفوا بصدور عارية على سواتر العز, ناهيك عن مئات الآلاف ممن شاركوا في عمليات تحرير أكثر من 85% من الأراضي المغتصبة.

    اليوم وبعد أكثر من عامين ونصف, نقف على أعتاب المنازلة الوطنية للذين لولا الحشد ما جلسوا على كراسي مناصبهم التشريعية, مجلس النواب بكل قواه مسؤول أمام الله تعالى والشعب, لإقرار حقوق الحشد الشعبي, ومنحهم استحقاقاتهم القانونية, أسوة بأقرانهم في القوات الأمنية الأخرى, بدون إي قيود أو شروط مفروضة, فمن غيرهم يستحق أن ينال حقوقه قبل أن يعطى أبناء الحشد حقوقهم؟.

   ففي إقرار قانون الحشد تتجسد الوطنية الحقيقية, فلا مزايدات في حقوق من تركوا الدنيا, وذهبوا يواجهون الموت مخلفين أسر بلا مأوى, وأطفال مرضى, ونساء اخذ الدهر منهن مأخذ, فمن وقف مع الحشد في إقرار حقوقه, كمن وقف معهم بمحنتهم, ورفع عنهم الضيم, ولم يزد من ما لديه شيء, سوى إحقاق حقوق أصحاب الفضل, ولولاهم ما كان هناك موطن اسمه العراق.

   قوى التحالف الوطني؛ المسؤولة الأولى في إقرار قانون الحشد الشعبي, وبمساندة القوى الوطنية الأخرى, ومن تخلف فإنما مصيره الخزي والعار, فكل التسميات التي قاتلت تحت عنوان الحشد الشعبي أو العشائري وغيرها, هي من تستحق وسام الوطنية من الدرجة الأولى, ولا إي فضل لمن يريد سرقت بطولات الحشد, وإضافتها لمن لم يقف بوجه الإرهاب, ولم يتصدى للعدو تحت إي عنوان كان.

   إذن إقرار قانون الحشد الشعبي؛ يمثل منتهى الوطنية والأخلاق السامية, لمن صوت عليه, ووقف مساند له, وأقر بأحقية رجال المرجعية, وجند الله في دفاعهم عن الوطن والمقدسات, وتصديهم لأكثر عصابة إجراماً, عاثت بالعراق فساداً, ليخلد التاريخ هذا الموقف الوطني لأبناء الحشد, والعراقيين المساندين لهم كافة, عندما يسجل عنواناً للعقيدة والوطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك