المقالات

التسويةالتأريخية: نبتة الصبار لا تثمر تفاحا..!

2227 2016-11-25

           قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

       في قصة "التسوية التأريخية"، ذلك المصطلح حديث التداول في أدبياتنا السياسية، ثمة "نوايا" تنشد السلام والاستقرار، ونعلم بالتجربة أن "النوايا" وحدها لا تصنع المطلوب، بل يجب أن تستند الى وقائع عملية على الأرض.

       الفصل الأول في هذه القصة، هو أن إشتداد وتعقد أي أزمة من الأزمات، هو عنصر جوهري في تكون "النوايا"، وكمقدمة لتحويل "النوايا" الى عناصر إيجابية واقعية، لذلك  يتعين ألاّ تشعر مجموعة أو فئة ما، بأنها مظلومة بشكل مقصود، إذ من المؤكد أن الشعور بالمظلومية يفاقم الأمر، وتزداد تداعياته خطورة، عندما يتعلق الأمر بالعملية السياسية، وسيكون رد فعل تلك المجموعة أو الفئة، عرقلة العملية السياسية والسلمية برمتها.

       ثمة فصل آخر في قصة "التسوية التأريخية"، بابه الأول هو أن بعض الفئات أو المجموعات؛ أحترفت صناعة الأزمات، وهي لا تجد نفسها إلا في الأزمة وخضمها، وهي في كل الأحوال؛ ليست عنصرا إيجابيا في العملية السياسية، ولكنها مشتركة فيها بفاعلية، وهي فاعلية تخريب؛ وليست فاعلية بناء.

       بعيد عام  2003  بقليل، بدأنا نسمع من أوساط تلك الفئات والمجموعات، من يكرر القول أننا كنا نعيش قبل اليوم بسلام ووئام، وأن الذئب كان لا يأكل الشاة لأنه كان شبعان دوما، ترى كيف تزعزع نظامنا الاجتماعي؟ ومن الذي زعزعه؟

    الحقيقة التي لا يمكن السكوت عنها، والتي يطالبنا أصحاب أطروحة"التسوية التأريخية" بالتغاضي عنها،  بدواعي حفظ وحدة الصف الوطني، وغيره من التعبيرات الهائمة، التي لا تعني شيئا في واقع ألأمر، أن محترفي صناعة الأزمات، هم أنفسهم أصحاب الخطاب المعبأ بالسموم والأغراض الصدئة، وهم فلول النظام السابق ومريديه..

     الفصل الثالث من فصول "التسوية التأريخية"، أن مآسي الناس هنا، لا تضع نقطة النهاية إلا لتعود إلى السطر، فالآمال توشك أن تسرق، و ثمة من يعمل على إبقاء الأحلام في دائرتها الأبدية، أحلام فقط  لن تصير واقعا أبدا، فلا دولة عدل ألهي ولا هم يحزنون!

الفلول مايزالون فاعلين، وهم لم يكونوا فاعلين مثلما هم اليوم، فيما المحرومين أنشغلوا أولا؛ بحفلة الفرح بالخلاص من جلادهم، الذي خلف واءه بعد إقباره ثقافة تؤمن بثوابت غريبة، حتى عن منطق البسطاء.

     ثقافة تعتقد أن 70% من العراقيين "صفويين" يتعين طردهم، وإذا لم يكن بالإمكان طردهم لكثرتهم، فيجب عليهم أن يقبلوا أن يكونوا عبيدا، أو شيء أشبه بذلك ولكن بأسم عصري، كإن أن يقبلوا أن يكونوا مواطنين درجة 2، أو أهدافا دائمة لجماعات القتل، المكلفة من قبل فئات ومجموعات صناعة الأزمة، كإحدى وسائلها للمشاركة بالعملية السياسية من بوابة الدم! 

     كلام قبل السلام: لا تتوقع من نبتة الصبّار أن تثمر لك التفاح...

     سلام..

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك